اسعار واسواق

اتفاق تاريخي في الكاريبي.. حرية تنقل جديدة لمواجهة هجرة العقول


دخل اتفاق تاريخي بين 4 دول كاريبية – بربادوس، بيليز، دومينيكا، وسانت فنسنت وغرينادين – حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مانحًا مواطني هذه الدول حرية التنقل والعمل والإقامة دون الحاجة إلى تصاريح.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، الخطوة تهدف للتصدي لظاهرة “هجرة العقول” التي تستنزف طاقات المنطقة الشابة والمتعلمة.

 الاتفاق، الذي يندرج ضمن إطار مجموعة دول الكاريبي (كاريكوم) ويُعد توسعًا لبرنامج السوق والاقتصاد الكاريبي الموحد (CSME)، يشمل هذه المرة جميع المواطنين، وليس فقط الفئات المهنية كما كان معمولًا به سابقًا.

السفير الباربادوسي لدى كاريكوم، ديفيد كوميشنغ، وصف الخطوة بأنها تتجاوز مجرد تسهيل حركة العمال، معتبرًا أنها “مشروع تكامل ثقافي واقتصادي” يفتح الطريق أمام توحيد السوق الإقليمية على المدى الطويل. وأضاف أن “الروابط الثقافية والتاريخية بين شعوب الكاريبي تجعل من الاتفاق نقطة انطلاق نحو منظومة أكثر تكاملاً”.

ورغم الترحيب الرسمي، برزت مخاوف لدى بعض الحكومات من أن يؤدي تدفق السكان إلى زيادة الضغط على القطاعات الحيوية، خصوصًا الصحة والتعليم. وقال كيندول مورغان، المسؤول السابق في كاريكوم، إن بعض الدول قلقة من انتقال أسر كاملة، وهو ما قد يرهق أنظمة الرعاية الأساسية.

لكن تجربة منظمة دول شرق الكاريبي، التي طبقت نموذجًا مشابهًا، أظهرت أن هذه المخاوف قد تكون مبالغًا فيها، إذ لم تُسجل تدفقات سكانية مفرطة بعد تطبيق حرية التنقل.

وتأتي المبادرة في وقت تعاني فيه المنطقة من نزيف الكفاءات، خصوصًا في قطاعي الصحة والتعليم، مع تفضيل الكثير من الأطباء والمعلمين الهجرة إلى الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة بحثًا عن رواتب أفضل وفرص مهنية أوسع.

وفي هذا السياق، حذرت رئيسة وزراء بربادوس، ميا موتلي، من أن تراجع أعداد السكان وارتفاع معدلات الشيخوخة يهددان استقرار مجتمعات الكاريبي. بينما أكد السفير كوميشنغ أن “إتاحة فرص تنقل داخلية وجاذبة للشباب قد تُبقيهم داخل المنطقة، وتعزز مساهمتهم في التنمية الوطنية بدلًا من هجرتهم إلى الشمال”.

المواقف الشعبية بدت متباينة؛ ففي بربادوس، أعرب بعض المواطنين عن قلقهم من زيادة المنافسة على الوظائف. أنطوني روبرتس، موظف متجر، قال إنه يخشى من ارتفاع البطالة، في حين رحب آخرون بالخطوة، مثل دارين كلارك، طالب جامعي، الذي رأى فيها فرصة للعمل دون قيود في دول الجوار.

وفي سانت فنسنت، أعربت ميشيل ثورن، مراقبة جوية، عن خشيتها من فقدان الكفاءات المحلية، بينما اعتبرت المعلمة ماريسا باكوس أن الاتفاق يمنح بديلاً منطقيًا عن الهجرة للولايات المتحدة، التي تراجعت جاذبيتها بسبب أزمات مثل العنف المسلح.

ورغم التحديات، يرى مراقبون أن الاتفاق قد يشكل نموذجًا أوليًا لتوسيع حرية التنقل في بقية دول كاريكوم، ويمهد لتكامل اقتصادي واجتماعي أعمق، يمنح المنطقة أدوات أقوى لمواجهة التحديات السكانية والتنموية، ويعيد رسم دور الكاريبي في المستقبل على أسس أكثر تماسكًا وقدرة على استبقاء كفاءاته.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى