اسعار واسواق

«سكاف».. مقاتلة أوروبية تحلم بالردع النووي وتصطدم بخلافات الشركاء


تشهد الأسابيع المقبلة لحظة حاسمة لمستقبل مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي (SCAF)، الذي تتعاون فيه فرنسا وألمانيا وإسبانيا لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل الجديد.

 لكن الطريق نحو المرحلة الثانية من المشروع تواجه عقبات كبيرة بفعل الخلافات الحادة بين الشركات الصناعية المشاركة، وعلى رأسها داسو للطيران الفرنسية وإيرباص الألمانية–الإسبانية.

خلافات على القيادة

وقالت مجلة “زون ميليتير” العسكرية الفرنسية إن شركة “داسو” طالبت منذ البداية بصلاحيات أوسع باعتبارها المقاول الرئيسي، متهمة “إيرباص” بالاستفادة من ثقلها المزدوج عبر فروعها الألمانية والإسبانية، وهو ما رفضته برلين ومدريد بشكل قاطع، ما فجّر جدلًا استمر لأسابيع.

وفي نهاية أغسطس/ آب، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس، عقب لقائه نظيرته الإسبانية مارغاريتا روبليس، أن بلاده ستنظم اجتماعًا في برلين لإيجاد مخرج للأزمة.

وقال: “علينا أن نتكاتف جميعًا. المصالح الوطنية يجب أن توضع جانبًا. نحن محكومون بالنجاح، فنحن بحاجة لهذا المشروع”، وهو موقف أيدته الوزيرة الإسبانية.

عقود لا تُمس

وحول مطلب تغيير أسلوب القيادة، شدد الوزير الألماني: “الأمر بسيط. العقود أُبرمت لتُحترم. وأي تعديل ممكن فقط بعد مفاوضات جديدة بين الشركاء”.

ماكرون يدعو لتغليب الشراكة

بدوره، تبنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابًا مشابهًا، في مقابلة مع صحيفة Frankfurter Allgemeine Zeitung الألمانية، قائلًا: “منذ البداية كنا نعلم أن الأمر سيكون صعبًا، لأن صناعيين متنافسين أُجبروا على العمل معًا في مشروع واحد”.

وأضاف: “كثير من النواب، خاصة في البوندستاغ، يتساءلون: هل ستبقى الوظائف مضمونة في دوائرنا؟ كل طرف يريد القيادة. مهمتنا هي الإبقاء على المسار باسم المصلحة العامة الفرنسية–الألمانية، ومواصلة البحث عن حلول مشتركة”.

غير أن الرئيس الفرنسي أغفل ذكر إسبانيا، الشريك الثالث في المشروع، ما أثار انتقادات ضمنية.

خطوط حمراء فرنسية

رغم الدعوات للتوافق، وضعت باريس خطين أحمرين لا يمكن تجاوزهُما: أن تكون الطائرة الجديدة قادرة على تنفيذ مهام الردع النووي، وأن تكون صالحة للعمل من على متن حاملة طائرات.

وهما شرطان لا تضعهما ألمانيا ضمن أولوياتها، ولا تمتلك “إيرباص” الخبرة الكافية فيهما.

بدائل ألمانية؟

وبحسب مصادر متطابقة، فإن ألمانيا لا تنتظر نتائج المفاوضات، بل تبحث عن خطة بديلة. ويجري الحديث عن شراكة محتملة مع السويد، أو حتى الانضمام إلى المشروع المنافس GCAP الذي تقوده بريطانيا وإيطاليا واليابان.

وفي خضم هذه التجاذبات، يؤكد ماكرون أنه اتفق مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس على مراجعة شاملة للمشروع من قبل وزيري الدفاع في البلدين قبل نهاية العام، تمهيدًا لاتخاذ “قرارات مصيرية”، بينما تصر فرنسا على طموحاتها النووية والبحرية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى