الرصاص الطائش.. الموت يتساقط على الليبيين في الاحتفالات

لا يكاد يمر شهر في ليبيا دون أن تسجل حوادث إصابة أو وفاة جراء الرصاص العشوائي، من أطفال ونساء ورجال، في ظل انتشار ثقافة الاحتفال بالسلاح حيث أصبحت الزغاريد تختلط بصراخ الفقد والفرح يمتزج بلون الدماء.
ففي بلد يعاني من هشاشة أمنية مزمنة، لا تزال فوضى السلاح تلقي بظلالها القاتمة على الحياة اليومية للمواطنين، مع انتشار السلاح بملايين القطع في أيدي المدنيين والمليشيات على حد سواء، حيث تحولت الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية إلى ساحات موت محتملة.
فمنذ سنوات بات إطلاق النار العشوائي في الأعراس والمناسبات وحتى بعد المباريات الرياضية ظاهرة متكررة تزهق الأرواح دون سابق إنذار، وسط غياب للردع الحقيقي وغياب فعال لمؤسسات الدولة.
ضحية جديدة
وكشفت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا عن سقوط ضحية جديدة، طفلة بمدينة جنزور فُجع أهلها بها بعد أن اخترقت رصاصة طائشة جسدها أثناء وقوفها أمام منزلها.
وأكدت المؤسسة أن إطلاق النار العشوائي ليس مجرد تصرف فردي بل هو انتهاك مباشر لحق الإنسان في الحياة والأمن، ويشكل تهديدًا خطيرًا للمجتمع بأسره وخاصة الفئات الضعيفة من أطفال ونساء وكبار السن الذين يدفعون الثمن دون ذنب.
وأكد البيان أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب وعيًا مجتمعيا وثقافة أمان، وإجراءات قانونية رادعة داعيا إلى تغليب قيمنا الدينية والإنسانية على مظاهر الفوضى والعبث.
الفوضى الأمنية
ورغم غياب بيانات رسمية دقيقة حول حوادث الرصاص الطائش، فإن منظمات مجتمع مدني تشير إلى تسجيل عشرات حالات الوفاة والإصابة سنويًا بسبب إطلاق النار العشوائي لا تقل عن 70 ضحية سنويا معظمهم من الأطفال والنساء.
ورغم خطورة هذه الظاهرة لا تطبق القوانين بفعالية للحد من هذه الظاهرة خاصة في مناطق انتشار المليشيات التي تتقاتل فيما بينها مخلفة قتلى ودمارا في اشتباكات شبه دورية ومع غياب الردع وانتشار ظاهرة الإفلات من العقاب.
وتشير تقارير حقوقية إلى غياب برامج التوعية المجتمعية التي يمكن أن تعزز الوعي بأهمية الامتناع عن استخدام السلاح في غير موضعه خصوصًا في المناسبات العامة.
وتشير التقارير الدولية إلى أن ليبيا تحتل أحد أعلى معدلات انتشار السلاح بين السكان في العالم، حيث يُقدر عدد قطع السلاح المنتشرة بين المدنيين والجهات غير الرسمية بأكثر من 29 مليون قطع سلاح خارج سيطرة الدولة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز