اسعار واسواق

هل الذهب يحلق على حافة الهاوية؟.. طفرة اكتتابات ومستثمرون يحبسون الأنفاس


قال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز إنه في ظل مزيج من الثقة المفرطة والحذر المتصاعد، تتجه أنظار المستثمرين عالميًا نحو الذهب.

ويشهد المعدن النفيس بالفعل صعودًا لافتًا تجاوز 45% منذ بداية العام، متجاوزًا حاجز 3800 دولار للأوقية، وهو رقم قياسي يعكس الإقبال المتزايد عليه كملاذ آمن في أوقات التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.

وهذا الارتفاع التاريخي فتح شهية شركات التعدين لطرق أبواب أسواق الأسهم، حيث انطلقت موجة من الاكتتابات الأولية الضخمة مستفيدة من هذا الزخم.

أطلقت إحدى كبرى شركات التعدين الآسيوية اكتتابًا أوليًا قبل أيام، جمع 3.2 مليار دولار، في أكبر طرح لعام 2025، وقفز سهمها بأكثر من 66% في أول يوم تداول. وتمتلك الشركة أصولًا تعدين في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، ما يمنحها انتشارًا عالميًا واسعًا.

وسبقتها قبل أيام شركة تعدين أخرى من جنوب شرق آسيا، جمعت 280 مليون دولار في اكتتابها الأولي، وقفز سهمها بنسبة 25% في أول جلسة، لتتجاوز مكاسبها الإجمالية 50% خلال أيام.

وتُظهر هذه التحركات أن السوق يرى في شركات التعدين رهانًا مضاعفًا على الذهب؛ فارتفاع أسعار المعدن ينعكس مباشرة على أرباح هذه الشركات، بينما تظل تكاليف التشغيل ثابتة نسبيًا، ما يعزز الهوامش الربحية بشكل كبير.

أداء يثير القلق

حتى الشركات الكبرى التي كانت تُعد متراجعة، شهدت ارتفاعات قياسية في قيمتها السوقية خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، فإن التقييمات الحالية لا تزال ضمن نطاقات مقبولة، لكن الضغوط تتزايد على هذه الشركات لرفع الكفاءة وتحقيق عوائد أكبر.

وفي هذا السياق، أعلنت إحدى الشركات أن 40% من عائدات الاكتتاب ستُخصص للاستحواذ على منجم جديد في آسيا الوسطى، إلى جانب تمويل عمليات استكشاف وتوسعة، في خطوة تستهدف تعزيز النمو طويل الأجل واستغلال مستويات الأسعار المرتفعة.

وقد اختير توقيت الطرح بعناية، متزامنًا مع تسجيل الذهب لمستوى تاريخي جديد، ما أضاف دفعة نفسية للمستثمرين، خاصة في الأسواق الآسيوية التي تولي أهمية رمزية لفترات معينة في السنة.

طفرة أم فقاعة؟

ورغم الأجواء الإيجابية، يحذر بعض المحللين من أن الأسعار المرتفعة قد بلغت ذروتها، خاصة في ظل صعود متواصل منذ نهاية 2022 دون تصحيحات تُذكر. فبعض الأسهم المتداولة في قطاع التعدين وصلت إلى تقييمات مرتفعة (20 ضعف الأرباح المحققة مثلًا)، ما يعكس رهانات عالية على استمرار الصعود، وهو سيناريو لا يخلُ من المخاطر.

ويرى المتفائلون أن استمرار الطلب من البنوك المركزية، إلى جانب الاستهلاك القوي في الصين والهند، كفيل بدعم الأسعار، فضلًا عن البيئة الجيوسياسية المضطربة عالميًا. وفي المقابل، يرى آخرون أن أي استقرار في الأوضاع العالمية أو تراجع في الطلب قد يدفع نحو تصحيح حاد، خاصة في أسهم الشركات التي شهدت ارتفاعات حادة خلال فترة قصيرة.

وهذا المشهد يعكس الطبيعة المزدوجة للاستثمار في الذهب: فهو أداة تحوط تقليدية من جهة، وساحة مضاربة عالية المخاطر من جهة أخرى. ومع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية، يظل الذهب في بؤرة الاهتمام بين من يراهن على استدامة البريق، ومن يخشى أن يتحول اللمعان إلى فقاعات قابلة للانفجار.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى