اسعار واسواق

1600 كم بالكهرباء.. رحلة تاريخية تفتتح عصر النقل النظيف بين كينيا وإثيوبيا


انطلقت أول قافلة من السيارات الكهربائية العابرة للحدود في أفريقيا، في رحلة تاريخية تمتد لمسافة 1600 كيلومتر من نيروبي إلى أديس أبابا.

وتأتي هذه الرحلة الاستثنائية ضمن خطوة عملية لبناء ممر نقل مستدام يربط بين العاصمتين في شرق القارة.

وتحمل المبادرة اسم “الطريق إلى أديس”، وأطلقتها مجموعة “مونغا” المتخصصة في الطاقة والحلول التنموية المستدامة، ومقرها نيروبي، بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، بهدف إبراز الإمكانات الاقتصادية للتحول إلى النقل الكهربائي ودوره في خفض الانبعاثات وتعزيز التكامل الإقليمي.

وتُعد المبادرة نتاجا لتحالف متعدد القطاعات ضم مجموعة مونغا، وشركة كينيا للطاقة والإضاءة، ووزارات النقل والطرق في كل من كينيا وإثيوبيا، بهدف تعزيز الثقة في تحقيق انتقال سلس وفعال للنقل النظيف.

وستصل القافلة إلى العاصمة الإثيوبية في الـ10 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، قبيل انطلاق فعاليات أسبوع التنقل الكهربائي في أفريقيا الذي يعقد في الفترة من (14-16 أكتوبر/تشرين الأول) بمقر اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في أديس أبابا، مما سيوفر منصة لترجمة هذه التجربة الناجحة إلى سياسات استثمارية قابلة للتطبيق عبر القارة.

 ومن المتوقع أن تسلط الرحلة الضوء أيضا على دور أفريقيا في قيادة ثورة النقل الكهربائي عالميا، وتؤكد على أن الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة والنقل المستدام لم يعد خيارا ثانويا، بل استراتيجية اقتصادية وتحولية للمنطقة.

وتعتمد القافلة خلال رحلتها على محطات شحن مؤقتة تعمل بالطاقة الشمسية، مما يسلط الضوء على الفرص الاستثمارية الهائلة في شبكات الشحن العابرة للحدود وإمكانية دمج الطاقة المتجددة مع قطاع النقل، بما يخلق نموذجا عمليا لإدارة الحركة التجارية بطريقة نظيفة وفعالة.

ومن خلال هذه التجربة، يسعى أصحاب المبادرة في كينيا وإثيوبيا إلى اختبار جدوى حلول النقل الكهربائي عبر مسافات طويلة، وهو ما يُعد مؤشرا هاما للمستثمرين والجهات الحكومية الراغبة في تطوير بنية تحتية مستدامة للطاقة والنقل.

كما تسعى هذه المبادرة إلى إشراك المجتمعات المحلية على طول الطريق من خلال حملات توعية، وشهادات السائقين، ومناقشات حول تبني السيارات الكهربائية. ويعكس هذا النهج أهمية الربط بين البعد البيئي والفرص الاقتصادية، حيث يفتح المجال أمام إنشاء أعمال محلية مرتبطة بمحطات الشحن والصيانة والتأجير، وبالتالي تعزيز سلاسل القيمة المحلية والتشغيل المستدام.

وأكد السفير ديمقي أطنافو، نائب رئيس البعثة الأثيوبية في سفارة إثيوبيا بنيروبي أن المبادرة “تُجسد التزام كينيا وإثيوبيا بدفع عجلة النقل الكهربائي عبر الحدود، وتعزيز الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات”، مشيرا إلى سياسات بلاده الداعمة لتبني السيارات الكهربائية وتصنيعها محليا، بما يشمل إعفاءات ضريبية وحوافز تشجيعية للمستثمرين والمستهلكين.

وقال في تصريحات صحفية أثناء إنطلاق القافلة أن هذه السياسات تشكل رافعة أساسية لتعزيز الطلب على السيارات الكهربائية، وتقليل الاعتماد على المركبات التقليدية العاملة بالوقود الأحفوري.

دور القطاع الخاص في قيادة التحول

تعد القافلة أيضا اختبارا استراتيجيا لاستثمارات البنية التحتية الكهربائية، إذ تشارك فيها شركات رئيسية من القطاع الخاص مثل “كينيا باور” و”إيزي باور” لضمان توافر محطات الشحن وتعزيز كفاءة الحركة العابرة للحدود.

وبحسب مسؤولين في كينيا، يُظهر هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص كيف يمكن للاقتصاد الأفريقي أن يدعم مبادرات النقل المستدام، ويخلق فرصا للتوسع في مجالات الخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة، ما يساهم في تعزيز التكامل الإقليمي وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.

البعد الاستراتيجي للتكامل الإقليمي

ويُعد ممر نيروبي–أديس الكهربائي نموذجا حيويا لكيفية بناء شبكة نقل نظيفة ومتصلة بين الدول الأفريقية، بما يتيح تطوير تجارة مستدامة، وربط المدن والمراكز الصناعية الرئيسية عبر حلول منخفضة الانبعاثات.

كما يفتح المشروع آفاقًا لتطبيق آليات التمويل الأخضر، مثل توليد أرصدة الكربون كأداة مالية لدعم توسع النقل المستدام، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وتُعتبر رحلة “الطريق إلى أديس” نقطة تحول استراتيجية تضع أفريقيا في طليعة ثورة التنقل الكهربائي العالمية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى