أمريكا بدأت بالإجراءات التجارية المُضرّة.. وردنا لم يصل إلى حد «التصعيد»

انتقدت الصين اليوم الأحد الرسوم الجمركية الأمريكية الأحدث التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع الصينية
انتقدت الصين اليوم الأحد الرسوم الجمركية الأمريكية الأحدث التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع الصينية، ودافعت عن القيود التي فرضتها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة.
وقال بكين إنها فرضت قيودا لكنها لم تصل إلى حد فرض رسوم جديدة على المنتجات الأمريكية.
ضوابط التصدير مقابل القائمة السوداء
وأوضحت وزارة التجارة الصينية في بيان إن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة، والتي وصفها ترامب يوم الجمعة بأنها “مفاجئة” و”عدائية للغاية”، جاءت بعد سلسلة من الإجراءات الأمريكية منذ المحادثات التجارية الثنائية في مدريد الشهر الماضي.
وأشارت بكين إلى إدراج شركات صينية على قائمة سوداء تجارية أمريكية وفرض واشنطن رسوم موانئ على السفن الصينية كأمثلة على ذلك.
وقالت الوزارة: “أضرت هذه الإجراءات بشدة بمصالح الصين وقوضت أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية. تعارض الصين بشدة هذه الإجراءات”.
ولم تربط بكين صراحة بين هذه الإجراءات الأمريكية والقيود التي تفرضها على صادرات المعادن الحيوية، قائلة إن الدافع وراء هذه القيود هو القلق بشأن التطبيقات العسكرية لهذه المعادن في أوقات “الصراع العسكري المتكرر”.
قيود الصين تعطل إنتاج الرقائق
وفقًا لتقرير لوكالة “بلومبرغ” للأنباء، فإن الخطوة الصينية تُعد الأكثر استهدافًا حتى الآن، إذ تسعى بكين لمحاولة تعطيل إنتاج الرقائق المستخدمة في طفرة الذكاء الاصطناعي.
فهذه القيود قد تؤخر شحنات شركة ASML الهولندية، المُنتج الوحيد عالمياً لأجهزة تصنيع الرقائق المتقدمة. وتعتمد هذه الأجهزة على المعادن النادرة لتشغيل مكوناتها الدقيقة مثل الليزر والمغانط، مما يجعلها عرضة لأي اضطرابات في الإمدادات.
ويعكس ذلك كيف أصبحت المعادن النادرة أداة ضغط جيوسياسي محورية في الصراع الأمريكي–الصيني، مع مخاطر كبيرة على استقرار صناعة الرقائق العالمية، وتأثير محتمل على التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد بشكل كبير على هذه المواد الحيوية.
التصعيد الأمريكي
من جهتها، هددت واشنطن برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 130% بدءًا من الشهر المقبل، في تصعيد جديد يعيد التوتر بعد هدنة تجارية مؤقتة.
وتاريخيًا، كانت المعادن النادرة محورًا لصراعات مشابهة، حيث أوقفت الصين سابقًا صادراتها ردًا على رسوم أمريكية قبل التوصل إلى اتفاق مؤقت.
ولم تعلق شركات كبرى مثل إنتل، وتايوان لصناعة أشباه الموصلات، وسامسونغ، التي تعتمد على أجهزة ASML، حتى الآن على الأزمة. أما الحكومة الأمريكية، فأكدت أنها تدرس تبعات هذه القيود المفروضة دون إنذار، في خطوة تُفسَّر كجزء من استراتيجية بكين للهيمنة على سلاسل التوريد التكنولوجية.
في أوروبا، أعربت ألمانيا عن “قلق كبير” من القيود الصينية، وأعلنت تعاونًا مع المفوضية الأوروبية لتنويع مصادر المواد الخام.
أما تايوان، التي تعتمد على أوروبا واليابان والولايات المتحدة في وارداتها من المعادن النادرة، فأكدت أنها تراقب عن كثب تطورات السوق قبل اتخاذ أي قرار.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز