لقاء الـ100 دقيقة.. تفاصيل المحادثات الكاملة بين ترامب وشي

اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، الخميس، لقاءً استثنائياً في كوريا الجنوبية.
اللقاء الذي استمر نحو 100 دقيقة في قاعدة جيمهاي الجوية بمدينة بوسان، وُصف بأنه الأكثر حساسية في العلاقات الأمريكية–الصينية منذ سنوات.
وأفادت شبكة «سي سي تي في» الصينية بأن الزعيمين عقدا محادثات معمقة حول الملفات التجارية والأمنية، فيما وصفها الجانبان بأنها «ناجحة وبنّاءة»، إذ جرى خلالها التوصل إلى تفاهمات أولية على إطار تعاون اقتصادي جديد بين أكبر اقتصادين في العالم.
موقع اللقاء.. مطار بدل القصور
عُقد الاجتماع في موقع غير مألوف للمباحثات الرئاسية، إذ اختار الزعيمان مطار جيمهاي الدولي في بوسان، بعيداً عن فعاليات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الجارية في غيونغجو.
وشوهدت سيارتا ترامب وشي مصطفّتين على مدرج المطار إلى جوار طائرة الرئاسة الأمريكية «إير فورس وان»، في مشهد رمزي غير مسبوق.
وأكدت مصادر أمريكية وصينية أن اختيار المطار جاء لأسباب لوجستية وأمنية، نظراً لضيق جدول الزعيمين، إذ تزامن اللقاء مع مغادرة الوفد الأمريكي وختام زيارة شي الرسمية إلى كوريا الجنوبية.
أجندة حافلة
واستعرض الزعيمان ملفات التجارة والتكنولوجيا والطاقة وسلاسل الإمداد العالمية، وناقشا مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل تصاعد المنافسة التجارية والرقمية.
كما تطرق الاجتماع إلى قضية تايوان، لكن ترامب اكتفى بالقول إن الموضوع «قد لا يُطرح خلال اللقاء»، فيما شدد شي على ضرورة «توجيه العلاقات الثنائية نحو الاستقرار وتجنّب المواجهة».
وأكد ترامب خلال اللقاء أن «الولايات المتحدة والصين قادرتان على تحقيق اتفاق عادل يعيد التوازن للعلاقات الاقتصادية»، واصفاً شي بأنه «قائد عظيم وصديق منذ زمن طويل»، فيما أثنى الرئيس الصيني على جهود ترامب في إحلال السلام بين إسرائيل وحماس، وفي تسوية الخلاف بين تايلاند وكمبوديا.
الاختبارات النووية تُخيّم على الاجتماع
وقبيل اللقاء بساعات، أعلن ترامب أنه أمر وزارة الحرب الأمريكية ببدء اختبارات نووية جديدة «على أساس المساواة» مع روسيا والصين، في خطوة وُصفت بأنها تحول جذري في السياسة النووية الأمريكية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقال ترامب في منشور على منصة «تروث سوشل»: «الولايات المتحدة تمتلك أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، وبعد التحديث الكامل لترسانتنا خلال ولايتي الأولى، أمرت ببدء اختبارات على أساس المساواة مع الدول الأخرى».
وأثار الإعلان موجة قلق دولية، بينما تفاعل مستخدمو وسائل التواصل الصينية مع القرار بمزيج من الدهشة والسخرية، حيث كتب أحدهم على منصة «ويبو»: «إذا بدأوا هم، فسنبدأ نحن أيضاً».
ردود اقتصادية فورية
في بكين، ساد تفاؤل واسع في الأسواق الصينية تزامناً مع انعقاد اللقاء.
وقفز مؤشر شنغهاي المركّب فوق حاجز 4000 نقطة للمرة الأولى منذ عام 2015، وسط توقعات بإحياء التبادل التجاري وتخفيف التوترات الجمركية بين البلدين.
وقالت تقارير مالية إن المستثمرين رأوا في اللقاء «إشارة إيجابية على عودة التواصل المباشر بين واشنطن وبكين بعد سنوات من التصعيد التجاري»، خصوصاً بعد تصريح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الذي وصف المحادثات بأنها «نقطة تحول نحو فوز اقتصادي للمزارعين الأمريكيين».
أجواء ودّية رغم التوتر
في بداية اللقاء، رحّب ترامب بنظيره الصيني قائلاً: «يسعدني أن ألتقي بصديقي منذ زمن طويل. لدينا علاقة قوية وسنحقق نتائج عظيمة».
وردّ شي قائلاً: «نختلف أحياناً، وهذا طبيعي بين أكبر اقتصادين في العالم، لكننا يجب أن نحافظ على المسار الصحيح ونضمن الإبحار الآمن لسفينة العلاقات الصينية–الأمريكية».
ورغم تجاهل ترامب سؤال أحد الصحفيين حول دوافع قراره النووي، إلا أن اللقاء استمر في أجواء وصفتها الصحف الصينية بأنها «هادئة وبناءة».
ختام الجولة الآسيوية
واختُتم اللقاء في الساعة 12:50 ظهرًا بتوقيت بوسان، حيث غادر ترامب على متن طائرته الرئاسية فور انتهاء الاجتماع، مختتمًا جولته الآسيوية التي شملت اليابان وكوريا الجنوبية.
أما شي جين بينغ، فبقي في كوريا الجنوبية لمواصلة زيارته الرسمية والمشاركة في قمة «أبيك».
ووفق سي إن إن فإن لقاء بوسان يُعد علامة فارقة في الدبلوماسية بين واشنطن وبكين، إذ جمع بين التنافس النووي والتعاون التجاري، وعكس رغبة مشتركة في كبح التصعيد دون تقديم تنازلات كبرى.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




