اسعار واسواق

حتى بين مؤيديه.. سجل ممداني الضعيف يثير القلق بأكبر مدن أمريكا


قد يكون السؤال الآن في نيويورك، هل يستطيع المرشح الديمقراطي زهران ممداني قيادة أكبر مدينة في البلاد.

في مسيرته من المجهول إلى المرشح الأوفر حظًا في سباق عمدة مدينة نيويورك الأمريكية، استمد زهران ممداني قوته من موهبة سياسية فطرية، وأجندة طموحة وتقدمية، وقاعدة دعم متنوعة.

لكن مع اقتراب الانتخابات المقررة بعد غد الثلاثاء، لا يزال العديد من سكان نيويورك يواجهون سؤالًا جوهريًا حول المرشح الديمقراطي وهو: هل عضو مجلس الولاية البالغ من العمر 34 عامًا، والذي كان حتى وقت قريب يدير طاقمًا مدفوع الأجر من خمسة أفراد فقط، مستعد لقيادة أكبر مدينة في البلاد؟.

وبالنسبة لأشد مؤيدي ممداني حماسًا، فإن سنه وطاقته الشبابية هما محور جاذبيته، تمامًا مثل وعده بتوفير حافلات مجانية وتجميد الإيجارات، لا سيما في وقت يطالب فيه الديمقراطيون بتغيير جذري في الأجيال عقب فشل محاولة إعادة انتخاب الرئيس السابق جو بايدن وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ومع ذلك، تشير المقابلات واستطلاعات الرأي العام إلى أن شريحة واسعة من الناخبين بمن فيهم عدد كبير من الديمقراطيين وبعض مؤيدي ممداني لا تزال لديها تحفظات أو مخاوف صريحة بشأن قدرته على تولي المنصب الذي يعد ثاني أصعب دور في الحكومة الأمريكية، بعد الرئيس.

وبعد تصويته لممداني، قال ستيفن يي (21 عامًا) “لن أكذب، أنا متوتر بعض الشيء.. إنه شاب حقا.. هذه أول مرة يفعل فيها شيئًا بهذا المستوى.. لذا فالأمر مُرهق للأعصاب بعض الشيء بالتأكيد”.

وقالت ماريا فاتور، “إنه ليس مستعدًا”، مضيفةً أنها “لسوء الحظ” غيّرت تصويتها من ممداني إلى الحاكم السابق أندرو كومو في اللحظة الأخيرة.

أما سو آن تودهنتر، التي تميل إلى دعم ممداني، فاعترفت ببعض الشكوك وقالت “لست متأكدة من أن لديه الخبرة للتعامل مع ما يحدث في هذه المدينة”.

أعطت هذه المخاوف، المقترنة بآراء سكان نيويورك المتباينة حول تبني ممداني للاشتراكية الديمقراطية فضلا عن مواقفه السياسية اليسارية المتطرفة أملاً لأندرو كومو (67 عامًا) وهو يحاول العودة إلى الحزب الديمقراطي في مرحلته الأخيرة بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية في يونيو/حزيران الماضي.

وجعل كومو من خبرته محورا لرسالته الختامية مؤكدًا أن ممداني قد “يدمر مدينة نيويورك”، ويقوّض مواردها المالية.

ولكن حتى لو فاز ممداني، كما تشير استطلاعات الرأي، فإنه سيواجه تحديات كبيرة مثل الإشراف على مدينة بميزانية قدرها 112 مليار دولار، وقوة عاملة تبلغ 300 ألف شخص، وسكان يبلغ عددهم ثمانية ملايين نسمة، يتمتعون بمتطلبات وتنوع كبيرين.

وأظهر استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن ما يقرب من نصف ناخبي نيويورك لديهم شكوك حول مؤهلات ممداني، حتى مع تحقيقه تقدمًا قويًا على منافسيه.

وعند سؤالهم عمّا إذا كان ممداني يتمتع بالخبرة المناسبة لتولي منصب عمدة المدينة، قال 39% فقط إنه يتمتع بها، بينما قال 47% إنه لا يتمتع بها. في المقابل، قال 73% إن كومو يتمتع “بالخبرة المناسبة” للمنصب وقال 24% الشيء نفسه عن كورتيس سليوا، المرشح الجمهوري الذي يحتل المركز الثالث في الاستطلاعات.

وسيتولى العمدة القادم إدارة مدينة تواجه ارتفاعًا حادًا في تكاليف المعيشة، وعجزًا محتملًا في الميزانية، وتهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر ضباط الهجرة والحرس الوطني في المدن الأمريكية.

كما هدد ترامب بحجب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي عن نيويورك إذا انتخب ممداني وسن سياسات لا تعجبه واصفا إياه بـ”الشيوعي الصغير”.

ووفقا لـ”نيويورك تايمز” فإنه قد لا يكون هناك استعداد مثالي لقيادة مدينة نيويورك، وكثيرًا ما يكون الفوز بمنصب العمدة غير مرتبط بسيرة ذاتية بل بالأفكار، ومع ذلك، فإن جميع من سبقوا ممداني في العصر الحديث وصلوا إلى المنصب بخبرة مهنية وسياسية وحياتية أكبر بكثير.

وممداني، ابن أكاديمي ومخرجة أفلام شهيرة وكان نائبًا في مجلس الولاية منذ أقل من خمس سنوات وكانت وظيفته الأولى والوحيدة بدوام كامل خارج السياسة هي تقديم المشورة لأصحاب المنازل المتعثرين في منظمة غير ربحية صغيرة في كوينز لمدة عام تقريبًا. وإذا فاز، فسيكون أصغر عمدة لمدينة نيويورك منذ 1917.

وخلال الأشهر الأخيرة سعى ممداني لُطمأنة كبار القادة المدنيين ورجال الأعمال بأنه سيحيط نفسه بفريق من الخبراء المحنكين في مبنى البلدية التي قالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول إنها ستساعد في بنائه.

وفي المقابلات التي أجرتها “نيويورك تايمز”، أعرب العديد من الناخبين عن ثقتهم بحدس ممداني، واعتقادهم بأنه سيحيط نفسه بفريق ذي خبرة واسعة.

في المقابل، فإن كومو سليل عائلة سياسية عريقة في نيويورك، ووزير إسكان اتحادي سابق، وشغل منصب حاكم الولاية لثلاث فترات حتى استقالته عام 2021 في فضيحة فساد وسط اتهامات بالتحرش الجنسي لكنه أنكر ارتكاب أي مخالفات. وفي حال انتخابه، فسيكون أكبر عمدة سنًا في تاريخ المدينة.

وسعى ممداني إلى تحويل سجل كومو في المنصب، إلى أداة ضغط فقال له خلال إحدى المناظرات النهائية للسباق الانتخابي “ما لا أملكه من خبرة أعوّضه بالنزاهة، وما لا تملكه من نزاهة لا يمكنك تعويضه أبدًا بالخبرة”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى