لويس فويتون تحول المتاجر إلى تجارب ثقافية.. إعادة تعريف الفخامة

عبر الفن والطعام والتكنولوجيا
                            في سباق عالمي على ابتكار مفهوم جديد للفخامة، بدأت دار لويس فويتون في تحويل متاجرها حول العالم إلى وجهات ثقافية وسياحية تجمع بين الفن، الطعام الرفيع، التجربة التفاعلية، والتسوق.
ومن شنغهاي إلى بانكوك وباريس، أطلقت العلامة مشاريع غامرة تمزج بين المتحف والمطعم والمقهى والفضاء الفني، بهدف صناعة الرغبة قبل البيع، وجذب الزوار، وتحويل المتاجر إلى محركات بيانات وتجارب عاطفية تعيد تعريف مفهوم العلامة الفاخرة.
وقالت محطة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية: “في شنغهاي أو بانكوك مرورًا بباريس، تراهن لويس فويتون على إنشاء فضاءات هجينة تتقاطع فيها التجارة مع الثقافة والمطاعم الراقية. ومن خلال هذه المتاجر الغامرة، تعرض الدار تجربة فاخرة ممتدة، هدفها توليد حركة زوار كثيفة داخل نقاط البيع، وجمع البيانات، وقبل كل شيء خلق الرغبة”.
وعلى ضفاف مدينة شنغهاي العملاقة، تظهر مقدّمة لامعة تشق المشهد العمراني أُطلق عليها اسم “The Louis”، وهو متجر ضخم يحمل توقيع لويس فويتون، يتميز بحجمه الهائل وتصميمه المستوحى من هيكل سفينة، حيث تتلألأ الواجهة المعدنية بنقوش المونوغرام الشهيرة.
داخل هذا الفضاء، يدخل الزائر في رحلة عبر عالم العلامة، تُروى فصولها من خلال محطات متعددة: السفر، الحرفية، العطور، الرياضة، الموضة… قبل أن يصل في نهاية المسار إلى متجر صغير لا تتجاوز مساحته 270 مترًا مربعًا.
وقال أحد مسؤولي المجموعة: “المثير هنا أن التسوق ليس في المقام الأول. لا يمكنك الشراء إلا بعد أن تعيش التجربة كاملة”، مضيفًا: “إن ما يحدث قلب كامل لقواعد تجارة التجزئة التقليدية، لكنه يجعل ‘The Louis’ واحدًا من أكثر نقاط البيع ربحية لكل متر مربع في مجموعة LVMH”.
وتابع: “الزوار يصطفون عند الأبواب، والمحلات المجاورة تستفيد من تدفق الناس، وحتى مقهى ستاربكس الملاصق يسجّل ارتفاعًا في مبيعاته. إنها معادلة ‘رابح ـ رابح’ تُنعش الحي بأكمله”.
والنسبة لسيسيل كابانيس، المديرة المالية لـ LVMH، فإن “The Louis” مكان “ممتع” و”استعراضي”، ولّد حركة هائلة وفضولًا حقيقيًا تجاه العلامة، مجسّدًا كيف تحوّل لويس فويتون البيع بالتجزئة إلى مساحة تفاعل ورغبة تتجاوز مجرد الشراء.
هذا المفهوم ليس حالة وحيدة، ففي بانكوك، أطلقت لويس فويتون منذ فبراير 2024 تجربة فريدة أخرى تحت اسم “LV The Place Bangkok”.
ويقع في قلب مركز Gaysorn Amarin التجاري، ويجمع مقهى، معرضًا، متجرًا، ومطعمًا يحمل توقيع الشيف غاغان أناند، أحد أشهر الطهاة في آسيا.
كما تمنح الإضاءة الخارجية المكونة من “ألماسات عملاقة” المبنى حضورًا مذهلاً، فيما يكشف الداخل عالمًا يمزج الثقافة وأسلوب الحياة والتجارة.
المقهى يجذب جمهورًا شابًا فضوليًا، خاصة بفضل حلوياته الشهيرة مثل: كعكة المونوغرام بالفستق، كعكة Star Blossom بالكراميل، ومشروب Mango Sticky Rice Fizz، التي صُممت كأجسام مرغوبة وقابلة للانتشار الفيروسي على إنستغرام.
وفي الطابق العلوي، تقترح البوتيك قطعًا حصرية لا تباع إلا في بانكوك، مثل: حقيبة Alma Nano Rainbow، تيشيرت Cruise 2024، وأحذية LV Trainers upcycled.
وقال نيكولا ريبيه، خبير تجارة التجزئة الفاخرة ومؤسس شركة Retailoscope: “في سوق فاخر مشبع، أصبحت التفرّد ضرورة. برنار أرنو قالها بوضوح: لويس فويتون ستصبح علامة ثقافية، وهذا ما يحدث. هذه الفضاءات الغامرة تساهم في التحول من ماركة تجارية إلى ماركة حضارية تمزج الفن، الطعام، السفر، والتجارة في نظام واحد”.
ورغم أن أقل من 20% من المساحة مخصصة للبيع المباشر، فإن الحركة التي تولدها تتجاوز حركة أي متجر رئيسي تقليدي.
وأضاف ريبيه: “لويس فويتون تستقطب زبائن قادرين على الشراء وآخرين لا يستطيعون اقتناء حقيبة بـ5000 يورو، لكنهم يحتسون القهوة، يتناولون العشاء، أو يزورون المعرض. هذه قيمة مضافة وبيانات تجمع”.
 aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=   جزيرة ام اند امز                              
				


