أمطار استثنائية.. كيف صنع التغير المناخي فيضانات كينيا؟ (خاص)
لم تمضِ سوى ساعات على بدء هطول الأمطار حتى تحولت التلال الخضراء في غرب كينيا إلى أنهار من الطين والصخور، جرفت المنازل والأرواح معها.
ولقي السبت الماضي 21 شخصا على الأقل مصرعهم، بينما لا يزال أكثر من 30 في عداد المفقودين، في كارثة جديدة تُبرز حجم الخطر الذي يفرضه التغير المناخي على شرق إفريقيا.
وتشهد شرق إفريقيا سنويا موسمين رئيسيين للأمطار، وهما موسم الأمطار الطويلة بين مارس ومايو، وموسم الأمطار القصيرة بين أكتوبر وديسمبر.
وعلى الرغم من أن موسم الأمطار الطويلة يُعد تقليديا الفترة الأكثر غزارة، فإن السنوات الأخيرة حملت علامات واضحة على اختلال المناخ، فقد شهدت كينيا مؤخرا موسم أمطار قصيرة غير مسبوق، حيث سجلت بعض المناطق ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط الهطول المطري طويل المدى.
تغير قواعد الطقس
وتقول الباحثة الكينية جويس كيموتاي من إمبريال كوليدج لندن إن ظاهرة ثنائي قطب المحيط الهندي تلعب دورا مهما في زيادة الأمطار على كينيا، إذ تؤدي إلى ارتفاع حرارة غرب المحيط الهندي مقارنة بشرقه، ما يسبب أمطارا غزيرة على شرق إفريقيا وجفافا في إندونيسيا وأستراليا.
لكن كيموتاي تؤكد أن تغير المناخ يجعل هذه الظواهر الطبيعية أشد تطرفًا، مشيرة إلى دراسة نُشرت في ديسمبر الماضي ضمن مبادرة ” إسناد الطقس العالمي”، توصلت إلى أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري جعل موسم الأمطار القصيرة في كينيا أكثر كثافة بما يصل إلى الضعف.
توقعات مقلقة.. والأخطر لم يأتِ بعد
وتزداد صعوبة التنبؤ بالطقس طويل الأمد في كينيا، حيث تغيرت أنماط بداية ومدة مواسم الأمطار والجفاف، وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية استمرار الأمطار الغزيرة مع تحذيرات من فيضانات في المناطق المنخفضة وانزلاقات أرضية في المناطق الجبلية.
ولم تقتصر الكارثة على كينيا وحدها، فقد شهدت دول شرق إفريقيا المجاورة وضعا مشابها، حيث أودت الفيضانات العام الماضي بحياة أكثر من 150 شخصا في تنزانيا والصومال، كما تضررت مئات آلاف الأسر في إثيوبيا وبوروندي.
وتقول كيموتاي إن ” هذه الأحداث تعيد إشعال النقاش حول ضرورة الاستثمار في بنية تحتية مقاومة للفيضانات، وأنظمة إنذار مبكر أكثر فعالية، ودعم المجتمعات المحلية الأكثر هشاشة، خصوصا في ظل تنامي تأثيرات الاحتباس الحراري على دول جنوب العالم”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
