زهران ممداني.. رحلة الحلم من أوغندا إلى نيويورك

من أوتار الموسيقى لأروقة السياسة، شقّ ممداني طريقه إلى عرش نيويورك، ليجعل من قصته شهادة على تحول الحلم المهاجر إلى واقع سياسي.
زهران ممداني، السياسي البالغ من العمر 34 عاما، انتقل من حلم أن يكون مغني راب إلى أن يصبح عمدة نيويورك المنتخب، في الاقتراع المحلي الذي شهدته الولايات المتحدة أمس الثلاثاء.
ويُعد ممداني المعارض الشديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصغر من تم انتخابه لهذا المنصب منذ قرن، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في وسائل إعلام أمريكية.
وتقدم ممداني على حاكم الولاية السابق أندرو كومو والجمهوري كورتيس سليوا، وفق ما أظهرت النتائج الأولية الصادرة عن مجلس انتخابات مدينة نيويورك، في سباق شكّل الاختبار الأول للرئيس الجمهوري منذ عودته للبيت الأبيض.
فمن هو زهران ممداني؟ وكيف حقق فوزه الساحق في نيويورك؟
النشأة والتعليم
وُلد ممداني في كمبالا بأوغندا، ونشأ هناك وفي جنوب أفريقيا قبل أن ينتقل مع عائلته إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره.
هو ابن المخرجة الشهيرة ميرا نير، مخرجة فيلم “Monsoon Wedding”، وعالم الأنثروبولوجيا محمود ممداني، أستاذ في جامعة كولومبيا.
تلقى تعليمه في المدارس العامة، ثم التحق بمدرسة “Bronx High School of Science”، وحصل على شهادة في الدراسات الأفريقية من “Bowdoin College”، حيث أسس أول فرع طلابي لـ”طلاب من أجل العدالة في فلسطين”..
نال الجنسية الأمريكية عام 2018، وعمل مستشارا لمساعدة أصحاب المنازل منخفضي الدخل على تجنب حجز منازلهم، وهي التجربة التي ألهمته دخول السياسة.
تزوج هذا العام من الفنانة السورية الأمريكية راما دواجي.
من الراب للسياسة
كان ممداني نائبا في برلمان الولاية عندما أعلن ترشحه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان اسمه غير معروف نسبيا.
لكن فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ضد الحاكم السابق أندرو كومو، الذي حاول العودة بعد فضيحة تحرش، صدم البلاد.
في عام 2020، انتُخب ممداني لعضوية مجلس الولاية ممثلا عن دائرة في كوينز، ليصبح أول رجل من جنوب آسيا، وأول أوغندي، وثالث مسلم يشغل هذا المنصب.
قبل السياسة، كان ناشطا في عالم موسيقى الراب في المدينة تحت اسم “Young Cardamom” ثم “Mr. Cardamom”.
شارك بأغنية “1 Spice” في فيلم ديزني “Queen of Katwe” عام 2016 الذي أخرجته والدته ميرا نير، كما أصدر أغنية “Nani” تكريما لجدته عام 2019.
اتهمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه مقيم في الولايات المتحدة بطريقة “غير قانونية”، ودعا بعض الجمهوريين إلى ترحيله.

كيف فاز ممداني؟
اعتمدت حملته النشطة على قضايا معيشية أساسية، ما جعله محبوبا لدى الطبقة العاملة.
يقول مراقبون إنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء، فحصد نحو 5 ملايين متابع على إنستغرام، و1.6 مليون على تيك توك.
طرح رؤى لمدينة تتضمن حافلات مجانية، ورعاية أطفال مجانية، وشققا جديدة، ورفع الحد الأدنى للأجور، بتمويل من ضرائب جديدة على الأثرياء.
كما وعد بتوظيف آلاف المعلمين الجدد، وإعادة التفاوض على عقود المدينة، وتجميد الإيجارات في المساكن الخاضعة للتنظيم.
قال لأنصاره بعد الفوز:”لقد انتصرنا لأن سكان نيويورك سمحوا لأنفسهم أن يؤمنوا بأن المستحيل يمكن تحقيقه”.
ما أسباب الجدل حوله؟
يحظى ممداني بدعم واسع من التقدميين مثل بيرني ساندرز، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، لكن بعض قادة الحزب الديمقراطي رأوا أن أفكاره الاشتراكية “راديكالية”.
إذ كان من أبرز المنتقدين لإسرائيل، ووصف الحرب في غزة بأنها “إبادة جماعية”، ودعا إلى قيام دولة فلسطينية “بحقوق متساوية”، وإلى زيادة ضرائب الأثرياء لجعل الحياة أكثر عدلا.
هذه المواقف جعلت منه تحديا داخل الحزب، خصوصا لمن يسعون للفوز في ولايات متأرجحة تميل للجمهوريين.
لاحقا، دعمته قيادات الحزب مثل كاثي هوكول، وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب هاكيم جيفريز، رغم خلافاتهما معه.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز” أن الرئيس الأسبق باراك أوباما، اتصل به ليعرض عليه “النصح والدعم”.
ماذا قال ترامب عن ممداني؟
وصفه ترامب بأنه “شيوعي لا يعرف شيئا ولم يعمل يوما في حياته”، ودعا أنصاره للتصويت لصالح كومو المستقل.
انتقد ممداني بشدة إدارة ترامب، خصوصا مداهمات الهجرة، ووعد بتوظيف مزيد من المحامين لمواجهة أي نشر لقوات الحرس الوطني في المدينة.
وقال في أغسطس/آب الماضي “نيويورك التي أحلم بها ستكون كابوس دونالد ترامب الأسوأ”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




