اسعار واسواق

تحسبا لتدخل محتمل.. نيويورك تحشد «الغرفة السرية» في وجه ترامب


في مدينة لا تنام، تخوض السلطة معركتها بهدوء خلف الأبواب المغلقة، خوفا من أن تستيقظ على مشهد من الفوضى الفيدرالية.

هذا ما تعيشه نيويورك أكبر المدن الأمريكية، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “بوليتيكو”.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين حكوميين وقادة أعمال ونشطاء يعملون على تشكيل ائتلاف لمنع أي خطوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرسال الحرس الوطني أو قوات اتحادية إلى مدينة نيويورك، بعد فوز زهران ممداني برئاسة بلديتها، الثلاثاء.

غرفة عمليات

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين، أن الحاكمة كاثي هوكول، وضعت خطة طوارئ افتراضية تشبه “غرفة عمليات”، وبدأت بعقد اجتماعات سرية مع أجهزة إنفاذ القانون، ورجال الأعمال، ومجموعات ناشطة لبحث سبل التصدي لأي تدخل فيدرالي محتمل.

كما يُرتقب عقد اجتماعات إضافية مع قيادات دينية وجمعيات المحاربين القدامى بالتزامن مع يوم المحاربين الأسبوع المقبل.

وقالت جاكي براي، مديرة الأمن الداخلي وخدمات الطوارئ في المدينة، والمسؤولة عن الاستعدادات التي تقودها هوكول: “الهدف هو المنع، وإذا لم نتمكن من المنع، فنأمل أن نتمكن من التأخير”.

مضيفة “وإذا حدث أي شيء، فعلينا أن ندير الأمور. جميع السيناريوهات الثلاثة لها تخطيط حقيقي”.

وتهدف هذه التحركات إلى حرمان ترامب من أي ذريعة لإرسال قوات فيدرالية إلى المدينة، خاصة بعد أن نشر في الأشهر الأخيرة وحدات من الحرس الوطني ووكالة الهجرة في مدن أخرى.

وتشعر هوكول بالقلق من أن يستخدم الرئيس انتخاب ممداني ذريعة لـ”فدرلة” المدينة. وفق المصدر

والشهر الماضي، جمعت الحاكمة مجموعة واسعة من النقابات والمنظمات الحقوقية، من بينها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، واتحاد عمال الخدمات، وحثتهم على التعاون مع السلطات المحلية لتفادي أي أعمال عنف أو فوضى قد تمنح ترامب مبررا للتدخل، كما حدث في لوس أنجلوس خلال الصيف.

وأكدت لهم أن التظاهرات ستظل محمية بموجب القانون، لكنها شددت على ضرورة السيطرة عليها ومنع الاستفزازات.

انخفاض في معدلات الجريمة

أما جاكي براي، مديرة الأمن الداخلي وخدمات الطوارئ في المدينة، فتعمل مع إدارة العمدة المنتهية ولايته إريك آدامز، وخصوصا مع مفوضة الشرطة جيسيكا تيش، التي وعد ممداني بالإبقاء عليها في منصبها.

وكانت تيش قد صرحت في وقت سابق أنها “تشعر بالاشمئزاز من فكرة عسكرة الشوارع”، مؤكدة أن شرطة نيويورك “قادرة على حماية المدينة دون تدخل خارجي”.

وركزت هي وهوكول على تراجع معدلات الجريمة في المدينة لإثبات أن لا حاجة لأي تدخل فيدرالي، إذ وصلت معدلات الجريمة في مترو الأنفاق إلى أدنى مستوياتها منذ جائحة كورونا، كما سجلت المدينة انخفاضا تاريخيا في حوادث إطلاق النار هذا العام. بحسب “.بوليتيكو”.

أصوات من الجيش والدين ضد عسكرة المدينة

لكن مع فوز ممداني، بدأت هوكول في توسيع حملتها الإعلامية لتشمل رجال دين ومحاربين قدامى، بهدف حشد الدعم الشعبي ضد تدخل محتمل من ترامب. وقال النائب الديمقراطي بات رايان، وهو من قدامى الجيش: “الذين خدموا يعرفون كم هو خطير وغير دستوري نشر القوات ضد مواطنين أمريكيين. علينا أن نذكّر الناس بأن هذا مخالف لقيمنا الوطنية.”

كما انضم القس آل شاربتون إلى الجهود، داعيا إلى حملة “نداء أخلاقي” لمنع تكرار سيناريو لوس أنجلوس، ومقترحا عقد فعالية رمزية عند تمثال الحرية. وقال: “نحن قلقون جدا مما قد يفعله ترامب بعد تنصيب ممداني، وسنُظهر وحدة نيويورك وتنوعها رفضا لأي عسكرة”.

وأكدت براي أن الحاكمة مستعدة لاستخدام حرس الولاية إذا اقتضت الضرورة، لكنها تريد أن يتم ذلك بقرار محلي لا فيدرالي، قائلة:”إن احتجنا إلى نشر قواتنا، سنفعل ذلك نحن — لا واشنطن”.

ومع اقتراب تنصيب ممداني في يناير/كانون الثاني المقبل، لا يزال الدور الذي سيلعبه في هذه الخطة غير واضح، رغم أن فريقه الانتقالي بدأ بالتنسيق مع مسؤولي الأمن المحليين.

وتبدو الحاكمة عازمة على إبقاء التوازن بين دعم العمدة المنتخب والحفاظ على سلطة الولاية، خاصة مع استعدادها لخوض الانتخابات المقبلة في 2026.

ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها اختبار مبكر للعلاقة بين حكومة الولاية والرئيس ترامب، وللقدرة على حماية استقلالية نيويورك، المدينة التي لطالما كانت ساحة لصراع النفوذ السياسي الأمريكي.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى