تهدئة جديدة للتصعيد الجمركي.. الصين تعلق الرسوم على السفن الأمريكية

أعلنت الصين الإثنين تعليق الرسوم الخاصة التي فرضتها على السفن الأمريكية في مرافئها، في يوم دخلت حيز التنفيذ تدابير أخرى هدفها تهدئة الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
وتتواجه القوتان منذ أشهر في نزاع تجاري متعدد الجانب يؤثر على الاقتصاد العالمي.
ووصلت الرسوم التجارية المتبادلة في مراحل معينة الى مستويات مرتفعة للغاية، ما أثّر بشكل كبير على التبادل التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، قبل أن يتم خفضها إلى مستويات أكثر اعتدالا.
وبعد اجتماع بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في كوريا الجنوبية، وافقت الولايات المتحدة والصين على التراجع عن بعض التدابير التجارية العقابية التي اتخذها الطرفان.
وأعلنت وزارة النقل الصينية الإثنين أنها ستعلّق لمدة عام الرسوم “الخاصة” التي بدأ فرضها بناء على حمولة السفن المملوكة أو المشغلة من قبل شركات أو هيئات أو أفراد أمريكيين، والتي تصل إلى ميناء في الصين.
ودخل التعليق حيز التنفيذ عند الساعة 13,01 (05,01 بتوقيت غرينتش)، بحسب الوزارة.
وكانت بكين أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2025 فرض هذه الرسوم رداً على تدابير أمريكية مماثلة هدفها مواجهة الهيمنة الصينية في قطاع بناء السفن.
وبعدما كانت تمثّل قوة رئيسية في هذا القطاع بعد الحرب العالمية الثانية، باتت الولايات المتحدة تستحوذ على 0.1% فقط من إجمالي انتاج السفن في العالم. في المقابل، تبني الصين بمفردها نحو نصف السفن العالمية، تليها كوريا الجنوبية واليابان.
عقوبات وفنتانيل
وفي سياق التهدئة المتواصلة للتوترات التجارية بين بكين وواشنطن، أعلنت وزارة التجارة الصينية الإثنين كذلك أنها علّقت لمدة عام وبمفعول فوري، عقوباتها على خمسة فروع أمريكية لشركة “هانوا أوشن” (Hanwha Ocean) الكورية الجنوبية لصناعة السفن.
واتهمت الوزارة لدى إعلان هذه العقوبات منتصف الشهر الماضي، الفروع الخمس بأنّها “ساهمت ودعمت” تحقيقاً أعدته السلطات الأمريكية عن قطاع صناعة السفن في الصين، مما “يقوّض سيادة الصين وأمنها وتنميتها”.
وحظرت الوزارة في حينه أي تعامل أو تعاون في الصين مع هذه الفروع الخمس للشركة الكورية الجنوبية العملاقة.
وبررت بكين خطوتها الإثنين بتعليق واشنطن إجراءاتها ضد القطاع البحري والخدمات اللوجستية وبناء السفن الصيني.
وفي مؤشر إضافي على التحسن في المجال التجاري، أعلنت وزارة التجارة الإثنين أنها أضافت حوالي 10 من المواد الأولية للفنتانيل إلى قائمة المنتجات الخاضعة للرقابة عند التصدير إلى الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ولطالما شكّلت تجارة الفنتانيل نقطة خلاف رئيسية في العلاقات بين البلدين. فواشنطن تتهم بكين بالتغاضي عن التجارة غير القانونية لهذه المادة المخدرة، وهو ما تنفيه الصين.
ولم يذكر البيان الصيني المفاوضات التجارية الأخيرة، إلا أن البيت الأبيض كان أعلن في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني أن بكين وافقت على “وقف شحن بعض المواد الكيميائية المحددة إلى أمريكا الشمالية”، كجزء من إجراءات لـ”وقف تدفق الفنتانيل”.
تهدئة
وبدأ الإثنين تطبيق سلسلة من الإجراءات التي أعلن عنها سابقا، في إطار تهدئة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
ومددت الصين لعام تعليق جزء من الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الأمريكية، وأبقتها عند 10%.
كما أوقفت اعتباراً من الإثنين تحصيل رسوم جمركية إضافية فرضت منذ مارس/آذار، على فول الصويا وعدد من المنتجات الزراعية الأمريكية الأخرى.
وأثّرت هذه الرسوم بشكل كبير على مجموعات من الأمريكيين مؤيدة لترامب.
وتضاف الإجراءات المعلنة الإثنين إلى سلسلة خطوات اتخذتها الصين عقب اللقاء بين رئيسها ونظيره الأمريكي.
وأعلنت بكين الأحد تعليق الحظر المفروض على تصدير معادن الغاليوم والأنتيمون والجرمانيوم الضرورية للتكنولوجيا الحديثة بما فيها صناعة أشباه الموصلات، إلى الولايات المتحدة.
كما أكدت أنها وافقت على أن تعلّق لمدة عام قيوداً فرضتها حديثاً على صادرات مختلفة، بما في ذلك بعض المواد المرتبطة بالمعادن الأرضية النادرة، وهي مواد أساسية للدفاع وصناعة السيارات والإلكترونيات.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




