عبدالعاطي في أنقرة.. رسالة رئاسية وهدية واجتماع غير مسبوق

زيارة مهمة أجرها لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى انقرة الأربعاء، سلم خلالها رسالة خطية من الرئيس
عبدالفتاح السيسي إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وترأس عبدالعاطي خلال زيارته إلى أنقرة الأربعاء، هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، أول اجتماع لمجموعة “التخيط المشترك” بين البلدين.
وحملت رسالة السيسي لأردوغان سبلاً لتعزيز العلاقات الثنائية، والتحضير للاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى المقرر بالقاهرة عام 2026.
وقال السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن عبدالعاطي نقل تعازي مصر إلى تركيا في ضحايا سقوط الطائرة العسكرية، معبرا عن تضامن بلاده الكامل مع تركيا.
أول اجتماع
وأوضح أن العلاقات المصرية – التركية شهدت خلال العامين الماضيين زخما إيجابيا، مؤكدا أهمية البناء على نتائج أول اجتماع لمجموعة التخطيط المشتركة التي عقدت برئاسة وزيري خارجية البلدين في أنقرة.
وشارك في الاجتماع كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والجهات المعنية في البلدين.
وأكد الوزيران حرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، والبناء على ما تحقق من زخم خلال العامين الماضيين.
وشددا على رمزية العام الجاري الذي يشهد مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بما يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الصديقين.
وثمن عبدالعاطي ثمن انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين، وذلك تحضيراً لزيارة الرئيس التركي للقاهرة عام ٢٠٢٦، وعقد منتدى رجال الأعمال على هامش الزيارة المرتقبة.
غزة
وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، أوضح المتحدث الرسمي أن الوزيرين تناولا تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث شددا على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي.
كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب عبدالعاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع.
وأكد الوزيران كذلك تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو/حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
السودان
وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد الوزير عبدالعاطي على “موقف مصر الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، وإدانة الفظائع المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر، مؤكداً أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد”.
واتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية والحوار الوطني.
ليبيا
وفيما يخص الأزمة الليبية، جدد عبدالعاطي التأكيد على دعم مصر لخارطة الطريق التي طرحتها البعثة الأممية، والدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة في أقرب وقت ممكن، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يعيد الأمن والاستقرار ويصون وحدة ليبيا وسيادتها.
سوريا
كما تناولت المباحثات التطورات في سوريا، حيث شدد الوزير المصري على موقف بلاده الراسخ الداعي إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض أية تحركات أو تدخلات من شأنها تقويض استقرار البلاد، داعياً إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري.
أفريقيا
وفيما يتعلق بالقارة الأفريقية، أكد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المصري–التركي في أفريقيا، بما يسهم في دعم التنمية والاستقرار في القارة، واتفقا على تعزيز الشراكة الثلاثية المصرية–التركية–الأفريقية من خلال المشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة.
كما شدد الوزير عبدالعاطي على أهمية دعم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي واحترام سيادة ووحدة الأراضي الصومالية، ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.
هدية
وقام الوزير عبدالعاطي بإهداء الجانب التركي مُستنسخًا من تمثال أمنحتب الثالث بالحجم المتحفي، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، على أن يُعرض التمثال في أحد الميادين أو الأماكن الهامة بالعاصمة التركية أنقرة تخليدًا لرمزية المناسبة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




