اسعار واسواق

«حرب الغد تبدأ من هناك».. فرنسا تدخل سباق «التسلح الفضائي»


أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن الصراعات الحديثة باتت تدور في الفضاء، وأن الحروب المقبلة ستبدأ من هناك، مشيرا إلى التهديدات الروسية المتزايدة ومعلنًا زيادة تمويل الدفاع الفضائي الفرنسي بمليارات اليوروهات حتى عام 2030.


وخلال زيارته إلى مدينة تولوز، التي تعد مركز الصناعات الفضائية والطيران في فرنسا وتحتضن مركز القيادة العسكرية الفضائية الجديد، قال ماكرون: «حرب اليوم تدور في الفضاء، وستبدأ حرب الغد في الفضاء.. الفضاء لم يعد ملاذًا آمنًا، بل أصبح ساحة معركة بكل معنى الكلمة».

تهديد روسي 

واتهم ماكرون روسيا بالقيام بأنشطة تجسس في الفضاء عقب غزوها لأوكرانيا عام 2022، قائلاً إن مركبات فضائية روسية راقبت أقمارًا صناعية فرنسية، في حين شهدت أوروبا تشويشًا واسع النطاق على إشارات نظام تحديد المواقع (GPS) وهجمات إلكترونية طالت بنى تحتية حيوية مرتبطة بالاتصالات الفضائية.

وأضاف الرئيس الفرنسي أن بلاده تعتبر هذه الأعمال «انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي»، مشيرًا إلى أن «التهديد الروسي الأكثر صدمة هو نشر أسلحة نووية في المدار، وهو تطور ستكون تبعاته كارثية على العالم بأسره».

نحو سباق تسلح فضائي 

أعلن ماكرون تخصيص 4.2 مليارات يورو إضافية (4.9 مليارات دولار) لتعزيز القدرات العسكرية الفرنسية في الفضاء حتى عام 2030، ضمن خطة وطنية تهدف إلى تحصين الأقمار الاصطناعية الفرنسية وتأمين الاتصالات العسكرية، إضافة إلى تطوير منظومات مراقبة واستشعار قادرة على رصد الأنشطة العدائية في المدار.

وأوضح أن «الفضاء أصبح مجالًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن الأرض أو البحر أو الجو أو الفضاء السيبراني»، مؤكدًا أن فرنسا ستعتمد على تكنولوجيا متقدمة من شركتي «إيرباص» و«تاليس» في تحديث بنيتها الفضائية الدفاعية.

قيادة فضائية أوروبية مشتركة

وأشار ماكرون إلى أن فرنسا تعمل على تطوير شراكة أوروبية في مجال الدفاع الفضائي، من خلال تنسيق الجهود بين دول الاتحاد الأوروبي والوكالة الفضائية الأوروبية.

وقال: «علينا أن نضمن استقلال أوروبا في الفضاء كما نضمن أمنها على الأرض، لأن من يسيطر على المدار يملك مفتاح السيادة في القرن الحادي والعشرين».

تهديدات إلكترونية وهجينة

وأكد الرئيس الفرنسي أن الهجمات في الفضاء لا تقتصر على تدمير الأقمار الصناعية أو تعطيلها فحسب، بل تشمل الاختراقات السيبرانية التي تستهدف شبكات التحكم والملاحة والاتصالات، وهو ما يجعل «الدفاع الفضائي الحديث منظومة متعددة المجالات».

وشدد ماكرون على أن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تحويل الفضاء إلى ساحة فوضى»، متعهدًا بردّ «متناسب وفعّال» على أي تهديد يمس المصالح الفرنسية أو الأوروبية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى