اسعار واسواق

وول ستريت تحت الضغط.. تراجعات حادة تهز أسهم التكنولوجيا والعملات المشفرة


شهدت أسهم إنفيديا وبيتكوين وعدد من أبرز الشركات في وول ستريت تراجعا حادا الجمعة، في وقت يتجه فيه سوق الأسهم الأمريكية نحو تسجيل ثاني خسارة أسبوعية كبيرة على التوالي.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.2%، بعد واحد من أسوأ أيامه منذ موجة البيع الحادّة التي ضربت الأسواق العالمية في الربيع. وكان محللون قد حذروا من احتمالية حدوث هذه التراجعات، نظرًا للارتفاع الكبير الذي شهدته الأسهم منذ أبريل، ما جعل تقييماتها مرتفعة للغاية، خصوصًا تلك المرتبطة بطفرة الذكاء الاصطناعي.

ورغم هذه الخسائر واقتراب ستاندرد آند بورز 500 من تسجيل ثاني أسبوع أحمر متتال، لا يزال المؤشر—الذي تعتمد عليه حسابات التقاعد مثل 401(k)—ضمن نطاق 3.3% من قمته التاريخية المسجلة نهاية الشهر الماضي.

وفقا لوكالة أسوشيتد برس، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 582 نقطة أو 1.2%، مبتعدًا أكثر عن قمته القياسية الأخيرة التي حققها الأربعاء الماضي. فيما هبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.5% حتى الساعة 9:35 صباحًا بالتوقيت الشرقي.

كانت أسهم الذكاء الاصطناعي مجددًا محور الأحداث؛ إذ انخفض سهم “إنفيديا”، التي تحولت إلى أيقونة طفرة الذكاء الاصطناعي، بنسبة 2.2%. ورغم التراجع، لا يزال السهم مرتفعًا بنسبة 36.1% منذ بداية العام، بعد سنوات شهد فيها تضاعف قيمته أكثر من مرة في أربع من آخر خمس سنوات.

في الوقت ذاته، انخفضت عملة بيتكوين إلى ما دون 96 ألف دولار، لتعود إلى مستويات مايو/أيار، بعد أن كانت قد اقتربت من 125 ألف دولار في أكتوبر/تشرين الأول.

وأسهم هذا الانخفاض في تراجع أسهم شركات العملات المشفرة؛ إذ هبط سهم شركة Strategy—المعروفة سابقًا باسم MicroStrategy—بنسبة 4%، فيما انخفضت أسهم Coinbase Global بنسبة 3.1%، وRobinhood Markets بنسبة 3.6%.

وخارج قطاعات التكنولوجيا والعملات الرقمية، تراجعت أسهم Walmart بنسبة 2.4% عقب إعلان رئيسها التنفيذي دوغ ماكميلون تقاعده في يناير/كانون الثاني، وهي خطوة وُصفت بالمفاجئة. وقد لعب ماكميلون دورًا محوريًا في تعزيز استخدام التكنولوجيا داخل أكبر سلسلة تجزئة في الولايات المتحدة.

وتزداد أهمية تقرير أرباح إنفيديا المتوقع صدوره الأربعاء، إذ يمكن لنتائجه سواء جاءت أقل أو أعلى من توقعات المحللين أن تحرك السوق بأكمله. فقد أصبحت إنفيديا أكبر شركة في وول ستريت من حيث القيمة السوقية، متجاوزة لفترة وجيزة حاجز 5 تريليونات دولار، ما يجعل لتقلبات سهمها تأثيرًا مباشرًا على تحركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

وعادةً ما تُخفف أسعار الفائدة المنخفضة ضغط تقييمات الأسهم المرتفعة، لكنها تواجه حاليًا حالة من عدم اليقين. فقد تراجعت عوائد سندات الخزانة معظم العام على خلفية توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة عدة مرات. وبالفعل، خُفضت الفائدة مرتين دعمًا لسوق العمل المتباطئ.

لكن التساؤلات تتزايد الآن حول ما إذا كان التخفيض الثالث سيتم في اجتماع ديسمبر، إذ يخشى بعض مسؤولي الفيدرالي من أن يؤدي المزيد من الخفض إلى تأجيج التضخم، الذي لا يزال أعلى من هدف 2%.

كما أشار مسؤولو الفيدرالي إلى أن الإغلاق الحكومي الأخير تسبب في تأخير نشر بيانات اقتصادية مهمة، ما خلق حالة من الضبابية قد تدفعهم إلى الانتظار قبل اتخاذ قرار جديد.

وفي سوق السندات، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.09% بعد أن كان 4.11% نهاية الخميس.

أما عالميًا، فقد تراجعت مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا بشكل ملحوظ، حيث انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 3.8%، فيما خسر مؤشر داكس الألماني 1.8%، مسجلين من أكبر تراجعات اليوم.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى