ترامب متمسك بـ«التجارب النووية».. وكبار المسؤولين يعارضون «التفجير»

في وقت أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزام بلاده إجراء تجارب نووية، كُشف عن معارضة كبار المسؤولين أن تتضمن أي تفجيرات.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستجري اختبارات على أسلحة نووية كغيرها من الدول، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت الخطط تتضمن تفجير رأس نووي.
وأضاف ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان) خلال توجهه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع “لا أريد أن أخبركم بذلك، لكننا سنجري تجارب نووية كغيرنا من الدول”.
وأمر ترامب الشهر الماضي الجيش الأمريكي باستئناف عملية اختبار الأسلحة النووية فورا بعد توقف دام 33 عاما، وأعلن ذلك بشكل مفاجئ على منصة “تروث سوشيال” في أثناء توجهه على متن طائرة هليكوبتر للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ لحضور جلسة مفاوضات تجارية في بوسان بكوريا الجنوبية.
وفي هذا السياق، كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن كبار المسؤولين عن الطاقة النووية في إدارة ترامب يخططون لعقد لقاء في البيت الأبيض في الأيام المقبلة لثني الرئيس عن استئناف التجارب النووية.
وأفاد مصدران مطلعان على الأمر بأن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، ورئيس الإدارة الوطنية للأمن النووي براندون ويليامز، ومسؤولين من المختبرات الوطنية يخططون لإبلاغ البيت الأبيض بأنهم لا يعتقدون أن “تفجير الرؤوس النووية، أمر مقبول”.
والإدارة الوطنية للأمن النووي، التابعة لوزارة الطاقة، هي الوكالة المسؤولة عن بناء واختبار القنابل والحفاظ على المخزون النووي، وليست وزارة الدفاع.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض، أنه “نظرًا لبرامج التجارب التي تُجريها دول أخرى، أصدر الرئيس ترامب تعليماته لوزارة الدفاع ووزارة الطاقة باختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة”.
وأضاف: “لم يُستبعد أي شيء من الاعتبار، فجميع سلطات اتخاذ القرار تقع على عاتق الرئيس”.
ونفى المتحدث باسم وزارة الطاقة، بن ديتريش، فكرة أن مسؤولي الوكالة سيُثنيون البيت الأبيض عن استئناف التجارب.
وقال ديتريش، في بيان: “تواصل إدارة ترامب استكشاف جميع الخيارات في سعيها لتوسيع نطاق التجارب النووية على قدم المساواة مع الدول الأخرى”.
وتُجري الولايات المتحدة اختبارات على جميع أجزاء أنظمة أسلحتها النووية باستثناء المواد النووية المتفجرة في الرؤوس الحربية.
وأُجريت آخر تجربة نووية شاملة في الولايات المتحدة عام 1992، وحظر الرئيس السابق بيل كلينتون هذه الممارسة في 1996.
ويأتي اقتراح ترامب الأخير باستئناف الولايات المتحدة للتجارب النووية بعد أن تفاخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر/تشرين الأول بنجاح موسكو في اختبار طوربيد نووي من طراز “بوسيدون”.
وذكر ترامب لبرنامج “60 دقيقة” مؤخرًا: “سبب قولي هذا هو أن روسيا أعلنت أنها ستجري تجربة”، وأضاف: “كما تلاحظون، كوريا الشمالية تُجري تجارب باستمرار، ودول أخرى تُجري تجارب أيضًا، ولا أريد أن أكون الدولة الوحيدة التي لا تُجري تجارب”.
وفي الاجتماع المُقبل في البيت الأبيض، سيكون مسؤولو الإدارة الوطنية للأمن النووي ووزارة الطاقة مُستعدين لإبلاغ الإدارة بأنه “لن تكون هناك أي تجارب” تتضمن أي مواد نووية مُتفجرة، وسيسعون إلى توجيه البيت الأبيض نحو خطة عملية لا تتضمن تفجير أي شيء، وفقًا لأحد المصادر.
وقال المصدر إن المسؤولين يأملون أن يتيح ذلك لترامب فرصة للتوافق مع نهج إدارة الأمن النووي.
ومع ذلك، يمتلك ترامب سلطة الأمر بإجراء الاختبارات على أي حال إذا لم يتفق مع الخبراء النوويين.
وقالت ماريزا سمايلاج، المتحدثة باسم الإدارة الوطنية للأمن النووي: “لا تعلق الإدارة الوطنية للأمن النووي على الاجتماعات الخاصة الجارية أو المحتملة مع البيت الأبيض، وخاصةً فيما يتعلق بمسائل الأمن النووي”.
وقالت المصادر إن اقتراح ترامب قوبل بارتباك داخل الإدارة الوطنية للأمن النووي، وذكر أحدهم: “لم يتوقع أحد هذا الأمر”.
وأوضح رايت، لشبكة فوكس نيوز في وقت سابق من هذا الشهر أن الاختبارات النووية هي “اختبارات للنظام وليست انفجارات نووية”.
وعند سؤاله هذا الأسبوع عن المقصود بالضبط من تصريحات ترامب، ذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ترامب كان “مُبهمًا عمدًا” في دعواته لاستئناف التجارب النووية.
وأضاف المسؤول أن الرئيس الأمريكي أصبح متشبثا بالفكرة أثناء رحلته إلى آسيا، مُشيرًا إلى أن بعض القادة الأجانب طرحوا المسألة على ترامب مُباشرةً أثناء وجوده في الخارج.
وأشار مسؤول آخر في الإدارة إلى أنهم اعتبروا تصريحات ترامب رغبةً في إجراء المزيد من التجارب على الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، بدلًا من تفجير القنابل النووية.
وحتى الآن، لم تُغيّر تصريحات ترامب سياسة الإدارة: لا توجد خطط جارية لتفجير أسلحة نووية لأغراض الاختبار.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




