عمليات تدمير إسرائيلية واسعة وخطط أمريكية.. ماذا يجري في رفح؟

قالت مصادر غربية وإسرائيلية إن المرحلة الأولى من عملية إعادة الإعمار في غزة ستبدأ في منطقة رفح بجنوب قطاع غزة.
ووفقًا لمصادر غربية مطلعة على تفاصيل الخطة الأمريكية تحدثت لـ«العين الإخبارية»، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لأن تكون المرحلة الأولى من إعادة الإعمار في رفح.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها: «هناك عدة مناطق تقع حاليًا تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في غزة مقترحة لبدء عملية إعادة الإعمار منها، وفي مقدمتها منطقة رفح».
وأضافت: «وفقًا للخطة الأمريكية، فإنه سيُجرى بدايةً إزالة الركام وإقامة مساكن مؤقتة، وتنسحب القوات الإسرائيلية لتحل مكانها قوات الاستقرار الدولية».
وتابعت: «حال إقامة المساكن المؤقتة، فإنه سيتم دعوة من أراد من السكان الانتقال إليها، وبذلك فهم ينتقلون من المناطق الخاضعة لسيطرة حماس إلى المناطق الجديدة».
وأردفت المصادر ذاتها: «لن يقبل الفلسطينيون الانتقال إلى مناطق تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ولكن انتشار قوات الاستقرار الدولية سيمنح السكان الطمأنينة».
وأشارت المصادر إلى أنه وفقًا لهذه الخطة، فإن المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية ستتقلص تدريجيًا، «ويعود الجيش الإسرائيلي إلى إسرائيل، ويُجرى إقامة المزيد من المساكن وتتوسع مناطق سيطرة قوات الاستقرار الدولية».
غزة الجديدة
معلومات متطابقة نشرتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية التي قالت: «بعد حوالي شهر من سريان وقف إطلاق النار في غزة، فوجئ مسؤولو الدفاع الإسرائيليون بتلقيهم في وقت سابق من هذا الأسبوع طلبًا من واشنطن، بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للسماح بإطلاق (غزة الجديدة)».
وأضافت: «تدعو الخطة إلى إعادة بناء المدن في المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية شرق الخط الأصفر، والتي انسحب إليها الجيش عند بدء سريان الاتفاق. المرحلة الأولى هي إعادة إعمار رفح، المدينة التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. والمرحلة الثانية هي إعادة بناء مدن إضافية شرق الخط، بما في ذلك شمال قطاع غزة».
وتابعت: «بموجب الاقتراح، سينسحب الجيش الإسرائيلي من كل منطقة يُعاد بناؤها بمجرد اكتمال إعادة الإعمار من قبل شركات من الدول الوسيطة. سيقسم الخط الأصفر المنطقة فعليًا إلى (غزة الجديدة) في الشرق و(غزة القديمة) في الغرب، حيث لا يزال مليونا نسمة تحت حكم حماس، التي ترسخ سلطتها بثبات».
وتابعت: «وصف مسؤول أمني الحدود المخطط لها، والتي كان من المفترض في الأصل أن تكون مؤقتة، بأنها (جدار برلين غزة)».
وأشارت إلى أن «الخطة بلا جدول زمني، ومن المتوقع أن تستغرق سنوات، ومع ذلك تُلحّ الولايات المتحدة للمضي قدمًا. إلا أن المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية تُعاني من مشكلتين أساسيتين: أولًا، لا تُطلعها القيادة السياسية على التغييرات الجذرية التي تُخطط لها واشنطن في غزة؛ ثانيًا، يبدو أن الولايات المتحدة تُخلي الجيش الإسرائيلي وحده للتعامل مع (غزة القديمة)، دون أي قدرة على العمل عسكريًا هناك، بل لتقديم المساعدات الإنسانية فقط».
ماذا يفعل الجيش الإسرائيلي؟
خلال العامين الماضيين، دمّر الجيش الإسرائيلي الجزء الأكبر من منطقة رفح وحولها إلى ركام.
ووفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية، فقد دمّر الجيش الإسرائيلي 35 ألفًا و305 مبانٍ في رفح.
ويستند التحليل، الذي حصلت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إلى صور جُمعت في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ومقارنتها مع صور جُمعت في السنوات الماضية منذ 1 مايو/أيار 2023، أي قبل الحرب.
وأجرى التحليل برنامج الأمم المتحدة للتطبيقات الفضائية (UNOSAT).
واستنادًا إلى التحليل، فإن الجيش الإسرائيلي دمّر 25 ألفًا و149 مبنى في مدينة رفح وحدها، فيما تم تدمير 4309 مبانٍ في مخيم رفح، و3124 في النصر (شمال رفح)، و2069 في شوكة الصوفي (شرق مدينة رفح).
وأفادت مصادر محلية بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف للمباني في مدينة رفح.
وتسمع أصوات انفجارات ضخمة نتيجة عمليات النسف.
ولم يوضح الجيش الإسرائيلي ما يقوم به في المنطقة، ولكن التقديرات هي أن الجيش الإسرائيلي يحاول هدم أكبر عدد ممكن من المباني المتبقية في رفح.
تفجيرات تتزامن مع الأمطار
وجاءت التفجيرات الإسرائيلية متزامنة مع المنخفض الجوي الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية.
ويوم الأربعاء، حذّرت بلدية رفح من خطورة الأوضاع الإنسانية التي قد تتفاقم خلال المنخفض الجوي في ظل بقاء آلاف الأسر النازحة في خيام مهترئة لا توفر الحماية الكافية من البرد والمطر.
وقال رئيس بلدية رفح د. أحمد الصوفي في بيان إن «المنخفض الجوي يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الأطفال وكبار السن في مخيمات النزوح التي تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات المأوى الآمن».
وأوضح الصوفي أن «بلدية رفح تعمل بإمكانيات شبه معدومة بعد أكثر من عامين من العدوان والحصار، ولا تمتلك الآليات والمعدات الكافية للتدخل السريع في حالات الطوارئ أو مواجهة تجمعات المياه المحتملة».
ودعا «جميع الجهات المحلية والدولية والمؤسسات الإنسانية إلى التحرك الفوري لتوفير شوادر جديدة، وأغطية، وفرشات، ووسائل تدفئة أساسية للأسر النازحة»، مؤكدًا أن «هذه الاحتياجات أصبحت ضرورة ملحّة لحماية الأرواح وتخفيف معاناة الأهالي».
واختتم الصوفي بالقول: «نناشد كل الضمائر الحية والمؤسسات الإنسانية والإغاثية أن تتحرك فورًا لإنقاذ العائلات التي تواجه البرد والمطر في خيام لا تقيهم شيئًا. كل ساعة تأخير قد تعني خطرًا على حياة طفل أو مسن، وعلينا جميعًا أن نتحمل مسؤولياتنا الأخلاقية والإنسانية تجاههم».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




