ضغوط وإغراءات لدفع الفياض نحو الانسحاب من ائتلاف السوداني

كشفت مصادر عن تحركات يقودها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي (29 مقعداً) لإقناع رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بالانسحاب من التحالف الداعم لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مقابل وعود تتضمن تعديل قانون التقاعد وإبقائه رئيساً لهيئة الحشد الشعبي.
وكان المالكي طرح خلال الأيام الماضية مبادرة تشمل تفكيك ائتلاف الإعمار والتنمية بزعامة السوداني، والذي تصدّر نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بحصوله على 47 مقعداً، بحسب مصادر «العين الإخبارية»، التي اعتبرت أن استمرار هذا الائتلاف بصيغته الحالية سيخلق مشكلة في تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر للشيعة.
اجتماعات مكثفة
وبحسب المصادر، فإن عدداً من قادة الإطار التنسيقي كثّفوا اجتماعاتهم وزياراتهم للفياض، الذي يتزعم حركة «عطاء» المتحالفة مع السوداني، وتمكّنت من حصد 13 مقعداً في الانتخابات، مما يجعله (الفياض) رقماً مؤثراً في مفاوضات تشكيل الكتلة الأكبر.
وأضافت المصادر أن المالكي نجح خلال لقائه الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي (27 مقعداً)، في إقناع الأخير بالتراجع عن مطلب إزاحة الفياض من رئاسة هيئة الحشد الشعبي، بعد أن كانت العصائب تصر على تولي المنصب بدعوى تجاوزه السن القانونية وإحالته إلى التقاعد.
وقد عمل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال الفترة الماضية على سحب مشروع تعديل قانون التقاعد الذي كان قد يُفضي إلى إنهاء تكليف الفياض، حفاظاً على بقائه في منصبه في مؤسسة عسكرية تضم نحو 250 ألف مقاتل.
لقاءات موازية
في المقابل، شهدت بغداد سلسلة اجتماعات أجراها الفياض مع قيادات بارزة في الإطار التنسيقي، في خطوة تعكس سعيه لتثبيت موقعه داخل المعادلة السياسية المقبلة.
واستقبل الأمين العام لمنظمة بدر (21 مقعداً)، هادي العامري، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في مكتبه ببغداد، وبحث الجانبان الأوضاع السياسية والأمنية، مشيدين بـ«نجاح العملية الانتخابية وما رافقها من إجراءات تنظيمية آمنة».
وأكد الطرفان أهمية المضي في استكمال الاستحقاقات الدستورية، بما يرسخ حالة الاستقرار ويعزز المسار الديمقراطي في البلاد.
دعوة للتفاهمات
وفي لقاء آخر، تبادل الفياض والأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي التهاني بنجاح الانتخابات التي «شهدت مشاركة واسعة وتنظيماً شفافاً»، وشدد الجانبان على ضرورة تغليب لغة التفاهمات والمصلحة الوطنية لإنجاز مسار تشكيل الحكومة المقبلة.
كما التقى الفياض رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم (18 مقعداً)، حيث تبادل الطرفان التهاني بارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات وحسن تنظيمها، وشددا على ضرورة استكمال الاستحقاقات الدستورية بما يترجم البرامج الانتخابية ويدعم مسار التنمية والاستقرار في العراق.
مسؤولية مشتركة
وفي سياق متصل، التقى النائب الأول لرئيس مجلس النواب وزعيم ائتلاف الأساس العراقي (8 مقاعد)، محسن المندلاوي، مساء السبت، فالح الفياض، ضمن الحراك السياسي المتسارع الهادف إلى رسم ملامح مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمندلاوي، وتلقته «العين الإخبارية»، أن الجانبين تبادلا التهاني بمناسبة نجاح العملية الانتخابية والتنظيم العالي الذي رافقها، مؤكدين أن نتائج الانتخابات الحالية تضع على عاتق القوى الوطنية مسؤولية مشتركة للإعداد لانعقاد الدورة النيابية السادسة، والمضي في تشكيل الحكومة الجديدة بما يضمن انطلاقة مستقرة للمسار السياسي المقبل.
وشدد المندلاوي على ضرورة ترسيخ بيئة تفاهمات بنّاءة بين القوى السياسية، مشيراً إلى أهمية اعتماد الحوار المسؤول لمعالجة التحديات القائمة، وصولاً إلى رؤية وطنية جامعة تعزز الاستقرار الداخلي وتدعم خطط التنمية الشاملة.
وأضاف المندلاوي أن الإسراع في إنجاز الإجراءات الدستورية المقبلة—وفي مقدمتها الجلسة الأولى للبرلمان وتحديد الكتلة الأكبر—يمثل خطوة محورية في طمأنة الجمهور وحماية الاستقرار وترجمة واضحة لإرادة الناخبين.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن الصراع على تشكيل الكتلة الأكبر داخل الإطار التنسيقي بلغ ذروته، مع تحركات سياسية محمومة يقودها المالكي لتقويض هيمنة السوداني بعد فوزه الكبير، ومحاولاته استمالة الفياض باعتباره رقماً مؤثراً في توازنات الإطار.
انسحاب سابق
وكان الفياض قد انسحب من ائتلاف النصر الذي كان يتزعمه رئيس الوزراء في حينها حيدر العبادي، فيما قرر الأخير في 30 من أغسطس/آب 2018، إعفاء الفياض من جميع مناصبه الحكومية، ومن رئاسة الحشد الشعبي.
وذكر بيان لمكتب العبادي، أن «القرار جاء بالنظر لانخراط فالح الفياض بمزاولة العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، وهذا ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة التي يتولاها».
والفياض كان في حينها قيادي في ائتلاف النصر، بزعامة العبادي، وهو أيضا رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشارية الأمن الوطني، وبعد انسحابه خرج معه 28 نائباً من ائتلاف النصر.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




