COP30 يطلق التحذير الأخير.. الطقس المتطرف ينذر بكوارث بشرية وبيئية

تتصاعد الكوارث المناخية عالميا، ويضرب الطقس المتطرف المجتمعات بلا هوادة، من الفيضانات في غزة وأوروبا إلى الجفاف في إيران، في ظل جدل سياسي مستمر حول الوقود الأحفوري.
يعاني معظم النازحين واللاجئين الأكثر هشاشة من الأمطار والسيول والخسائر المدمرة، بينما تزداد الكوارث المناخية، وتكشف الإحصاءات عن ازدياد النزوح قسريا، والحاجة الماسة لإجراءات عاجلة وحلول بيئية مستدامة.
في الوقت الذي يناقش فيه القادة السياسيون في COP30 ما إذا كان الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات حاسمة بشأن الوقود الأحفوري، فإن الطقس المتطرف، المعزز بحرق النفط والغاز والفحم، يُسبب الموت والدمار في مجتمعات حول العالم.
في غزة، تُفاقم الأمطار الغزيرة الكارثة الإنسانية للنازحين الفلسطينيين الذين يلتمسون اللجوء في الخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة غير الملائمة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). السبت الماضي، غمرت الأمطار مخيمات مترامية الأطراف، محوّلة الطرق الترابية إلى مجاري مياه ملوثة، ومُغرقة العائلات المتجمدة مع ممتلكاتها.
منذ هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل أو ألحقت أضرارا بأكثر من 80% من المباني والمنازل، إلى جانب تجريف الأراضي الزراعية والحدائق، ما أدى إلى زيادة الفيضانات. كما أسفرت المواجهات عن سقوط عشرات القتلى الفلسطينيين، بينما تواصل السلطات منع دخول الخيام والبيوت المتنقلة إلى القطاع.
وفقا للغارديان، تُعدّ هذه الفئة من النازحين اللاجئين قسرًا من أكثر الفئات عرضة للكوارث المناخية، وفقًا لتقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأسبوع الماضي. وقد تضاعف عدد الدول التي أبلغت عن نزوح ناجم عن النزاعات والكوارث ثلاث مرات منذ عام 2009.
في أوروبا، أسفرت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية الناجمة عن العاصفة “كلوديا” عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في البرتغال وإصابة العشرات في إسبانيا والبرتغال، إلى جانب أضرار جسيمة في أجزاء من المملكة المتحدة. غمرت المياه سكان بلدة مونماوث في ويلز بعد أن فاض نهر مونو، فيما شهدت فالنسيا أواخر أكتوبر أسوأ الفيضانات المفاجئة في تاريخها، وأسفرت عن مقتل 237 شخصًا.
أما في إيران، فالجفاف يمثل أزمة مدمرة. لم يهطل سوى ملليمتر واحد من الأمطار في طهران هذا العام، مقارنة بمتوسط 350 ملليمترًا سنويًا بين عامي 1991 و2000.
لم تشهد أكثر من 20 محافظة أي انخفاض في منسوب المياه، بينما ارتفع عدد السدود التي تقل سعتها عن 5% من ثمانية إلى 32، بالإضافة إلى انخفاض الغطاء الثلجي بنسبة 99% على مستوى البلاد، وارتفاع درجات الحرارة المعتدلة في طهران، كلها مؤشرات على أزمة حادة مستمرة منذ ستة أعوام.
في مواجهة هذه الأزمات، تتخذ السلطات الإيرانية إجراءات، منها ترشيد الإمدادات، وتلقيح السحب، ودراسة إخلاء أجزاء من العاصمة.
رغم أن إيران تمتلك ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة وثاني أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، إلا أن نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يبلغ 9.6 طن متري، مقارنةً بـ5.6 طن في الاتحاد الأوروبي و13.6 طن في الولايات المتحدة، مما يزيد الضغط البيئي ويعمّق الأزمة.
في كل مكان حول العالم، من غزة إلى أوروبا وإيران، يبدو أن الطقس المتطرف لم يعد مجرد نتيجة طبيعية، بل انعكاسًا لسنوات من الإهمال البشري في مواجهة أزمة المناخ، ما يفرض على الحكومات والمجتمعات مسؤولية عاجلة وملحة للتكيف، والحد من الانبعاثات، وحماية الفئات الأشد هشاشة قبل فوات الأوان.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




