عشر نساء يبحرن عبر المحيط الأطلسي إلى COP30 من أجل العدالة المناخية

عندما رست سفينة «روح الفريق» الشراعية في ميناء بيليم بالبرازيل في خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لم يصدق الطاقم ما حدث.
بعد أكثر من شهر في البحر – وسط عواصف وليالي سهر، ولحظات من الدهشة – عبر ست ناشطات شابات وأربعة رُبّان محترفين المحيط الأطلسي أخيرًا، في محاولة منهن للفت الانتباه للعدالة المناخي والعدالة بين الجنسين في العمل المناخي، أثناء فعاليات مؤتمر Cop30 للمناخ.
وكانت وجهتهم من البداية، مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP30)، الذي عُقد هذا العام على أطراف غابات الأمازون المطيرة.
ومن بينهن مايتي ميوس، ناشطة نسوية من بروكسل، ومؤسسة “Balance ton Bar” و”Projet Artemise”، وهما منظمتان غير حكوميتين بلجيكيتان تدعمان الناجيات من العنف الجنسي.
وبالنسبة لها، كانت هذه الرحلة بمثابة عمل سياسي بقدر ما كانت مغامرة.
وتقول، “كان عبور المحيط الأطلسي برفقة النساء فقط مؤثرًا ورمزيًا للغاية، أردنا تجسيد الرسالة التي ننقلها إلى مؤتمر الأطراف، أن النساء دائمًا في الخطوط الأمامية للأزمات، لكن نادرًا ما يشاركن في صنع القرار”.
رحلةٌ عبر المحيط استمرت 34 يومًا
وأبحر مشروع “موجة النساء” من سان نازير، فرنسا، في أوائل أكتوبر/تشرين الأول على متن سفينة “روح الفريق” – وهو قارب سباق شراعي فرنسي أسطوري فاز سابقًا بسباق عالمي – وأمضى الطاقم النسائي 34 يومًا في الإبحار عبر المحيط الأطلسي، مع توقف في جزر الكناري قبل العبور إلى أمريكا الجنوبية.
وتشرح مايتي في حديثها لصحيفة “بروكسل تايمز”، “العيش على متن قارب يعني اتباع إيقاع مختلف تمامًا، كنا ننام في نوبات عمل لمدة ساعتين، ونتشارك نفس المساحة الصغيرة، نضحك، نبكي، ونواجه مخاوفنا، لكن التواجد وسط المحيط على مدار الساعة يمنحنا شعورًا رائعًا بالسلام”.
ولم تكن الرحلة خالية من التحديات، فقد تسببت مشاكل فنية في تأخير انطلاقهن، وقبل أيام قليلة من انطلاقهن، اضطر الطاقم إلى البحث عن قارب جديد، وتقول مايتي، “كنا نعتقد حقًا أننا لن ننجح”.
وأضافت، “لكننا وجدنا سفينة “L’Esprit d’Équipe”، وتبين أنها مثالية، إنها سفينة ذات تاريخ عريق، وروح لا تُضاهى روحنا.”
ومع اقترابهم من بيليم، اضطرت البحرية إلى مرافقة القارب الشراعي خوفًا من هجمات القراصنة.
مهمةٌ متجذرةٌ في التضامن والعدالة
ويجمع مشروع “موجة النساء” ست ناشطات من فرنسا وبلجيكا، هن، كاميل إتيان، أديلايد شارلييه، مريم توري، كولين بالفروا، لوسي مورو، ومايتي.
وتمثل كل منهن حملةً مختلفة، من العدالة المناخية وحقوق الإنسان إلى النسوية والنشاط الإعلامي، ويهدفن معًا إلى بناء جسور بين هذه النضالات المختلفة.
وتقول مايتي، “رحلتنا إلى البرازيل هي وسيلةٌ لربط النضال النسوي بحركة المناخ، الاثنان لا ينفصلان، فعندما تضرب الجفاف أو الفيضانات، تُسحب الفتيات من المدارس، وتواجه النساء الجوع أو العنف، أزمة المناخ هي أيضًا أزمةٌ جنسانية”.
وتلقّت المجموعة دعمًا من منظمة العفو الدولية في بلجيكا وفرنسا، بالإضافة إلى شبكاتٍ بيئيةٍ وحقوقية مختلفة، وتُعد رحلتهن جزءًا من مبادرة أوسع نطاقًا لتسليط الضوء على أصوات النساء ومجتمعات السكان الأصليين، وهم السكان الأكثر تضررًا من تغير المناخ، وخاصةً في حوض الأمازون.
وفي بيليم، سيقضي النشطات عدة أسابيع منغمسين في ساحتي مؤتمر الأطراف، المنطقة الزرقاء الرسمية، حيث تتفاوض وفود الدول على أهداف المناخ العالمية، والمنطقة الخضراء المفتوحة للمجتمع المدني.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز



