«دويرز 2025».. رؤى عالمية مبتكرة تنطلق في واحة دبي للسيليكون

شهد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة (دييز)، الأربعاء، انطلاق أعمال منتدى «دويرز».
ويُعد المنتدى أحد أكبر المنصات التي تجمع الشركات الناشئة المبتكرة وصناديق رأس المال المغامر والمستثمرين والمؤسسات من أوروبا الوسطى والشرقية وأفريقيا والشرق الأوسط، ويقام بنسخته الشرق أوسطية المرة الأولى على مدار يومين.
وجمع المنتدى الذي يتم تنظيمه في واحة دبي للسيليكون، المنطقة الاقتصادية المتخصصة بالمعرفة والابتكار والتابعة لسلطة “دييز”، بالتعاون مع شركة “ذا دويرز – The Doers Company” أكثر من 2500 مُشارك في يومه الأول، وما يزيد على 150 مُتحدثاً من حول العالم، لتبادل الرؤى حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والتكنولوجيا المالية، والتنقل، والاستدامة، وغيرها من القطاعات والقضايا التي تُسهم في بناء اقتصاد عالمي أكثر تقدّماً وابتكاراً.
حضر حفل الافتتاح عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، ورئيس مجلس الإمارات لريادة الأعمال، وعبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وجورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة في قبرص، والدكتور نيكوديمس داميانو، نائب وزير البحث والابتكار والسياسة الرقمية في قبرص، وميروبي كريستوفي، سفيرة قبرص لدى دولة الإمارات، والدكتور محمد الزرعوني، الرئيس التنفيذي لسلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة وبدر بوهناد مدير عام واحة دبي للسيليكون، إلى جانب عددٍ من كبار الشخصيات والمسؤولين.
وأكد عبدالله بن طوق المري في كلمته الافتتاحية، أن دولة الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، حرصت على تطوير منظومة ريادة أعمال تنافسية وعالمية المستوى، والتي أسهمت في توفير فرص حقيقية لنمو رواد الأعمال والمشاريع المبتكرة، حيث عملت الدولة على إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج الريادية ومن أبرزها الحملة الوطنية “الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم”، والتي تستهدف ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية لريادة الأعمال والشركات الناشئة، وكذلك مبادرة 100 شركة من المستقبل، وبرنامج “ثبات” لتمكين الشركات العائلية من تأسيس مشاريع في التكنولوجيا المتقدمة والخدمات الرقمية والاقتصاد الدائري.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن جهود الوزارة مستمرة في تعزيز تنافسية المنظومة التشريعية الاقتصادية في الدولة، وتحديث التشريعات، وحماية حقوق الملكية الفكرية، بما يسهم في تطوير بيئة أعمال متقدمة تدعم حصول رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة على التمويلات لبدء مشاريعهم وأعمالهم والتوسع بها إلى الأسواق الخارجية، انطلاقاً من دولة الإمارات.
ونوّه بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة تستحوذ على 95% من إجمالي الشركات العاملة في الدولة، كما تحتضن الأسواق الإماراتية اليوم أكثر من 1500 شركة ناشئة مدعومة برأس مال استثماري، وتتصدر إمارتا أبوظبي ودبي المنطقة في حجم الاستثمارات الجريئة، مضيفاً أن المناخ التنافسي للأعمال والاستثمار في دولة الإمارات يؤدي دوراً مهماً في جذب المُبتكرين من مختلف أنحاء العالم، لا سيما أن دولة الإمارات حلت في المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2024/2025.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تسعى لأن تصبح المركز العالمي للاقتصاد الجديد بحلول العقد المقبل، من خلال تبني استراتيجيات ومبادرات وطنية تدعم التوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، والتجارة الرقمية والعلوم، والتكنولوجيا المالية، والفضاء، والنقل الذكي، والتصنيع المستدام، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031”.
من جانبه، قال الدكتور نيكوديمس داميانو: تعتبر دبي اليوم مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا وبيئة حيوية تضم مختلف أنواع الشركات التكنولوجية الناشئة والكبيرة، مدعومة بسياسات متقدمة، وبنية تحتية عالمية المستوى، وتركيز قوي على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية وحلول المُدُن الذكية. إذ أسهم تركيز دبي على التحوّل الرقمي واستقطاب المواهب والاستثمار في تحقيق مستويات نمو لافت، وتوفير بيئة حيوية تتوسع فيها الأفكار بسرعة، وتزدهر فيها الابتكارات، وتتعزز فيها الشراكات العالمية.
وقال الدكتور محمد الزرعوني: تعتبر النسخة الشرق أوسطية الأولى من “منتدى دويرز” منصة عالمية تُسهم في صياغة مستقبل ريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد الرقمي، وتمثل الشراكة في تنظيم المنتدى مع “شركة ذا دويرز”، خطوة نوعية لربط منظومات الابتكار بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وآسيا، وهو ما ينسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، التي ترسم مساراً طموحاً لمضاعفة حجم اقتصاد دبي وتعزيز موقعها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2033.
وأضاف: نستحضر دعم وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي رسّخ نهجاً واضحاً في بناء اقتصاد يقوم على المعرفة والتكنولوجيا واستقطاب المواهب في دولتنا، بينما يقود اليوم مسيرة التحوّل الرقمي وريادة الأعمال.
وقال “إن هذا النهج يضع دبي اليوم في طليعة المدن الأكثر تقدّماً واستشرافاً للمستقبل، ونشهد بفضله مبادرات نوعية لترسيخ مكانة الإمارات وجهة عالمية لريادة الأعمال، ومن أبرزها الحملة الوطنية “الإمارات عاصمة روّاد الأعمال في العالم” التي تهدف إلى تمكين الشركات الناشئة، وتعزيز بيئة الأعمال، ودعم المواهب والابتكار عبر منظومة حاضنات ومسرّعات متكاملة”.
ويضم المنتدى برنامجاً شاملاً يتضمن حلقات نقاش وجلسات حوارية وورش عمل، وفرص تواصل مخصّصة لمناقشة أبرز المفاهيم والقضايا التي تلعب دوراً محورياً في تشكيل ملامح منظومة الابتكار العالمية، كما يسلّط الضوء على القطاعات المؤثرة في توجيه مسار التحوّل الاقتصادي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والبنية التحتية الرقمية والاستدامة والتنقّل، مع عرض نماذج عملية ناجحة من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وفي جلسة رئيسية ضمن الفعاليات، شارك يوري ليفين، الشريك المؤسس لـ”ويز”، أكبر تطبيق مجتمعي لحركة المرور والملاحة في العالم، رؤيته حول مسيرة ريادة الأعمال، والتي أكد فيها أن ريادة الأعمال ليست مجرد عملية تطوير لمنتج، بل هي شغف والتزام ودافع لتحقيق أثر حقيقي.
واعتبر ليفين أن جوهر المسيرة يكمن في صناعة القيمة من خلال حل مشكلات حقيقية، بدءاً من رصد التحدي والتحقق منه لدى الجمهور المستهدف وصولاً إلى تطوير حل فعّال لمعالجته.
كما أشار ليفين إلى واقع ريادة الأعمال، واصفاً إياها بأنها رحلة مليئة بالتجارب والفشل المتكرر وفترات طويلة من غياب التفاعل أو التقدم، والتي تمر بها العديد من الشركات الناشئة قبل الوصول إلى توافق المنتج مع السوق.
واستعرضت جلسة حوارية متخصصة مسيرة التحوّل التي تقودها التقنيات الحديثة وما تحمله من فرص نوعية جديدة، وذلك من النماذج التقليدية إلى استراتيجيات استثمارية ترتكز على الأثر، مع منح الأولوية للتدفقات النقدية التشغيلية والربحية المستدامة. وتناولت الجلسة التقاطع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات المناخ، إلى جانب صعود مشاريع التقنيات العميقة والمبادرات القائمة على البحث والتطوير والاستثمارات العابرة للحدود، كما تطرقت الجلسة إلى الدور المحوري للبنية التحتية للبيانات في ظل النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي والارتفاع المتوقع في الطلب على طاقة الحوسبة، حيث سلط الحوار الضوء على كيف أصبحت الاستراتيجيات الاستثمارية مرتبطة بشكل متزايد بالابتكار والاستدامة والسعي لتحقيق أثر عالمي حقيقي.
وقال ستيليانوس لامبرو، المؤسس المشارك لشركة “ذا دويرز”: سعداء بنجاح اليوم الأول لمنتدى دويرز في أولى دوراته في المنطقة مع تجاوز عدد الحضور التوقعات بشكلٍ لافت، وهو ما يؤكد مدى الإقبال من قبل رواد الأعمال ومن المستثمرين أصحاب رؤوس الأموال على الاستفادة من فرص النمو الكبيرة التي توفرها السوق الاستثمارية على مستوى دبي ودولة الإمارات والمنطقة بشكلٍ عام. ونتطلع في ظل التفاعل الكبير ضمن جلسات العمل إلى مخرجات الحدث وما يقدمه من قيمة مضافة لمجتمع الأعمال.
يُشار إلى أن نسخة دبي من المنتدى الذي يقام بنسخته العالمية سنوياً في مدينتي ليماسول بقبرص وأثينا في اليونان ويستقطب حضوراً كبيراً، توفر منصة استراتيجية للقادة العالميين والشركات الناشئة والمستثمرين لصياغة الملامح المستقبلية للتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي على مستوى المنطقة، وتتيح الفرصة لاستكشاف نقاط التلاقي والتأثير المتبادل بين الابتكار والتكنولوجيا والتنمية المستدامة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




