ضمانات سرية في مناقشات أوكرانيا.. هل ترضى أوروبا بالمسار المنفصل؟

مسار منفصل بمناقشات التسوية الأوكرانية تخصصه أمريكا للقضايا المرتبطة بأوروبا في خطوة قد تطمئن حلفاء لطالما أرادوا دورا أكبر بالمسار.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلا عن مسؤولين، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعطى ضمانات سرية للشركاء الأوروبيين بأن المفاوضات بشأن أوكرانيا لن تشمل الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادرها أن “روبيو صرح بشكل خاص للأوروبيين بأن القضايا التي تمس دول أوروبا مباشرة لن يتم تناولها بعد الآن في المناقشات الجارية”.
وجاءت هذه التصريحات عقب المفاوضات المكثفة التي أجراها المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم الأوروبيين والأوكرانيين في جنيف بسويسرا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد هذا الاجتماع بالذات، أعلن روبيو رسميا عن تخصيص مسار منفصل في مناقشات التسوية الأوكرانية للقضايا المرتبطة مباشرة بأوروبا وحلف “الناتو”، في خطوة هدفت إلى طمأنة الحلفاء الأوروبيين.
وتأتي التطورات فيما قدمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي خطة لإنهاء الحرب اعتُبرت على نطاق واسع أنها تلبي إلى حد كبير مطالب الكرملين.
وعدلت الوثيقة نهاية الأسبوع الماضي بعد مشاورات مع الأوكرانيين، ومن المنتظر تقديمها إلى موسكو.
الأرض.. فيصل
والخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا إذا وافقت قوات كييف على الانسحاب من الأراضي التي تطالب بها روسيا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في بيشكيك عاصمة قرغيزستان “إذا غادرت القوات الأوكرانية الأراضي المحتلة، سنوقف القتال. وإذا لم تغادر، سنطردها بالقوة العسكرية”.
ولم يحدد بوتين ما إن كان يشير فقط إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا اللتين تعتبران أولوية للكرملين، أو أيضا إلى منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وأعلنت روسيا في سبتمبر/ أيلول 2022 ضمّ هذه المناطق الأربع التي لا تسيطر عليها بشكل كامل.
ونصت النسخة الأولى من مقترح السلام الذي قدمته الولايات المتحدة على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وقد اعتبرها كثر في كييف بمثابة استسلام.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.
«أساس اتفاق»
من جهته، أعلن مدير مكتب الرئاسة الأوكراني أندري يرماك عبر تليغرام الخميس أن “العمل المشترك بين الوفدين الأوكراني والأمريكي” بشأن الخطة سيستمر “في نهاية هذا الأسبوع”.
وكرر بوتين الخميس أن الخطة الأمريكية يمكن أن تُشكل “أساسا لاتفاقات مستقبلية” بين موسكو وكييف، وأوضح أن إحدى “النقاط الرئيسية” في المفاوضات مع واشنطن ستكون الاعتراف بضم إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.
لكن يرماك رفض ذلك بشكل قاطع في مقابلة مع صحيفة “ذي أتلانتيك” الأمريكية نشرت الخميس وقال “ما دام زيلينسكي رئيسا، لا ينبغي لأحد أن يتوقع منا التنازل عن أي أراض. هو لن يتنازل عن أي أراض”.
وأضاف “كل ما يمكننا أن نتحدث عنه بشكل واقعي الآن هو تحديد خط التماس” في إشارة إلى خط المواجهة الممتد على مسافة 1100 كيلومتر.
وفي السياق، أكد الرئيس الروسي الخميس أيضا أن لا نية لبلاده لمهاجمة الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أن موسكو أعدت “إجراءات رد” اقتصادية في حال مصادرة الأصول الروسية المجمدة في التكتل.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




