اسعار واسواق

الكونغو الديمقراطية ورواندا.. أحدث اتفاق سلام بوساطة ترامب


اتفاق سلام جديد نجحت وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيقه.

فقد جمع ترامب، زعيمي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا لتوقيع اتفاق سلام في واشنطن الخميس حتى مع استمرار القتال في منطقتهما التي تعاني من ويلات الحرب.

وأكد الرئيس الرواندي بول كاجامي ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي التزامهما باتفاقية التكامل الاقتصادي التي أبرمت الشهر الماضي، وباتفاق السلام الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في يونيو/حزيران. وكان من المقرر أيضا أن يوقعا اتفاقية بشأن المعادن الأساسية.

وتحاول واشنطن الحصول على مجموعة من الموارد الطبيعية في الكونجو في ظل مساعيها الحثيثة على الصعيد العالمي لمواجهة هيمنة الصين على المعادن الهامة للغاية.

وقال ترامب “إننا نضع حلا لحرب دائرة منذ عقود. أمضوا وقتا طويلا في قتال بعضهم البعض، والآن سيقضون وقتا طويلا في العناق وتشبيك الأيدي والاستفادة من الولايات المتحدة اقتصاديا، كما تفعل أي دولة أخرى”.

وأشار ترامب إلى أن النزاع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا هو من بين ثماني حروب وضع حدا لها منذ عاد إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وجلس الزعيمان الأفريقيان أمام خلفية تحمل شعار “تحقيق السلام” في معهد للسلام، وأطلقت الإدارة الأمريكية عليه اسم ترامب بشكل غير رسمي، ووقعا الوثائق وتبادلاها مع الرئيس الأمريكي.

وبالتزامن مع توقيع الاتفاق، وردت أنباء عن وقوع اشتباكات بين مسلحي حركة “23 مارس” المدعومة من رواندا وجيش الكونغو الديمقراطية في أنحاء إقليم جنوب كيفو. واتهم متحدث باسم الحركة القوات الحكومية بقصف عدد من المناطق المدنية.

وسيطرت حركة “23 مارس” على أكبر مدينتين في شرق الكونغو في وقت سابق من العام الجاري، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا. ويقول محللون إن الدبلوماسية الأمريكية نجحت في وقف تصعيد القتال، لكنها لم تتمكن من وضع حل للقضايا الجوهرية.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن توقيع الاتفاق “يجدد التزام الأطراف بعملية السلام” ويعكس “جهودا دبلوماسية مكثفة على مدى أشهر قادها الرئيس ترامب، الذي أوضح لكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا أن الوضع الراهن غير مقبول”.

ويمثل اتفاق السلام تطورًا مفصليًا في العلاقات بين رواندا والكونغو، إذ إنها المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي يلتقي فيها قادة البلدين تحت رعاية دولية لبحث حلول جذرية للنزاع، بعد عقود من الاتهامات المتبادلة والتدخلات العسكرية والصراعات بالوكالة.

كما تأتي الاتفاقية في وقت تحاول فيه واشنطن تعزيز حضورها في أفريقيا وتثبيت دورها كوسيط فاعل، في ظل تنامي المنافسة الدولية داخل القارة، لا سيما من قبل روسيا والصين.

وفي حال نجاح تنفيذ الاتفاق، قد يشكّل ذلك بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى، المرهقة بالصراعات والنزوح والفقر، ويفتح الباب أمام مشاريع إعادة الإعمار، وتقوية مؤسسات الدولة الكونغولية، ومواجهة الحركات المسلحة التي ظلت لعقود جزءًا من المشهد الأمني المتوتر في المنطقة.

ويتمركز النزاع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في شرق الكونغو، وهي منطقة حدودية غنية بالثروات الطبيعية لكنّها غارقة في الصراعات المتواصلة منذ التسعينيات، مع توسع نشاط الجماعات المسلحة وتداخل نفوذ قوى إقليمية، في مقدمتها رواندا.

ومع بداية يناير/كانون الثاني من العام الجاري، تفاقم الوضع بشكل ملحوظ بعد سيطرة حركة «إم 23» المسلحة التي تتهمها الكونغو بأنها مدعومة من رواندا على مدينتي غوما وبوكافو—وهما من أهم المراكز الحضرية في شرق الكونغو—ما أدى إلى موجة جديدة من التوترات والاتهامات بين الجانبين بشأن انتهاك السيادة والدعم العسكري.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى