مساءلة وحكومة مدنية.. كيف شكلت الإمارات بوصلة الغرب في السودان؟

في جنيف، أضاءت دولة الإمارات الطريق لإنهاء «فظائع الحرب» في السودان، بدعوتها لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها وإنشاء حكومة مدنية شاملة.
تحرك إماراتي كان بمثابة خارطة طريق تلقفتها الولايات المتحدة التي تبحث الآن فرض نطاق أوسع من العقوبات على الأطراف المتحاربة، بالتوازي مع جهود النرويج لدعوة أطياف المجتمع المدني إلى أوسلو لوضع أسس حكومة مدنية.
المبادرة الإماراتية أعطت الزخم الضروري للتحرك الدولي، مؤكدة أن الحل السياسي والإنساني هو الطريق الأمثل لإنهاء واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
فكيف ألهمت الإمارات جهود الغرب؟
تقول صحيفة «الغارديان»، إن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع تعثر جهود وقف إطلاق النار، في اعتراف ضمني بعدم قدرة المبعوث الأمريكي مسعد بولس على إقناع الأطراف بقبول وقف إطلاق النار.
والأسبوع الماضي، أعلن دونالد ترامب أن العمل قد بدأ لإنهاء الحرب، لكن بولس، والد زوجة ترامب تيفاني، حاول في الواقع لعدة أشهر إقناع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدعم وقف إطلاق النار.
وبحسب صحيفة «الغارديان»، فإن طرفي الحرب أُبلغا بأنه من المحتمل جدًا أن يستخدم ترامب نطاقًا أوسع بكثير من العقوبات العقابية على الجماعات التي يعتبرها عائقًا أمام وقف إطلاق النار.
مساءلة
في الوقت نفسه، قد يضعف تهديد ترامب بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، والذي دعمت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب هذا الأسبوع، موقف الجيش، حيث يشكل تنظيم الإخوان عنصرًا بارزًا في صفوفه.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتوسيع العقوبات ضد الأطراف المتحاربة، فضلاً عن اتخاذ خطوات لفرض وتوسيع الحظر المفروض على الأسلحة، والذي يتم انتهاكه على نطاق واسع.
وحتى الآن، اقتصر نطاق العقوبات الأمريكية على قيادات الجيش وقوات الدعم السريع، ومجموعة صغيرة من الإخوان المرتبطين بالجيش.
وفي 21 سبتمبر/أيلول الماضي، قدمت الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية مصر) – خطة لوقف إنساني ثلاثي الأشهر يقود إلى عملية سياسية مدتها تسعة أشهر تؤدي إلى حكم مدني.
قبلتها قوات الدعم السريع، بينما رفض الجيش الخريطة السياسية بغضب، متهمًا الرباعي بالتحيز، مما أثار غضب بولس. وقال الجيش إن المقترح يتضمن حل الجيش، وهو حجر الأساس لقاعدته العسكرية.
حكومة مدنية
بالتوازي مع جهود فرض العقوبات، تستعد وزارة الخارجية النرويجية لدعوة طيف واسع من المجتمع السوداني إلى أوسلو خلال الأسابيع المقبلة لوضع معالم كيفية إعادة حكومة مدنية، حال انتهاء الصراع، وهو الأمر الذي لطالما دعت إليه دولة الإمارات.
كان نائب وزير الخارجية النرويجي أندرياس موتسفيلدت كرافيك في بورتسودان الأسبوع الماضي لمقابلة قيادة الجيش. وقال: «بدون وقف إطلاق النار، سيستمر تفكك البلاد، مع عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها. تأمل النرويج في الأسابيع المقبلة جمع المجتمع المدني في أوسلو لمناقشة كيفية إعداد حكومة مدنية».
موقف الإمارات:
وكانت دولة الإمارات، دعت في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، خلال جلسة عقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية، حول الأوضاع في مدينة الفاشر بالسودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف الانتهاكات الفادحة للقانون الإنساني الدولي.
وقال السفير جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، إن «الفظائع تؤكد أنه لا حل عسكريًا لهذه الحرب في السودان»، مشيرًا إلى أن المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرت خارطة طريق لهذا النزاع، ترتكز على:
- مرحلة انتقالية لحكومة بقيادة مدنية خارج الطرفين المتحاربين.
وأعرب مندوب دولة الإمارات عن قلق الدولة حيال ما يحدث من قبل الطرفين المتنازعين في السودان، داعيًا طرفي النزاع إلى وقف الانتهاكات الفادحة للقانون الإنساني الدولي.
وشدد على ضرورة أن توقف الأطراف المتنازعة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، مطالبًا في الوقت نفسه الأسرة الدولية “بضرورة الحرص على أن يكون المسؤولون عن الفظائع خاضعين للمساءلة».

الأمر نفسه، أكده السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعيا المجتمع الدولي إلى ضمان تقديم كل المسؤولين عن الفظائع إلى العدالة.
وأكد أن «الحل الوحيد هو عملية انتقالية صادقة، بما يؤدي إلى حكومة وطنية صادقة لا يسيطر عليها أي من الطرفين، حل يؤدي إلى سودان آمن لكل أفراد شعبه بدون تطرف أو إرهاب أو عنف عرقي».
ودعا مجلس الأمن إلى الضغط على الطرفين، واستخدام كل الأدوات الممكنة لـ«جبرهم على التفاوض».
واختتم كلمته بتأكيد أن دولة الإمارات ستواصل دعم الجهود الإقليمية والدولية من أجل وقف إطلاق النار وإرساء السلام والاستقرار الذي يريده الشعب السوداني.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




