رابطة العالم الإسلامي تعيد تعريف الدور الديني عالميًا

ويجيء هذا الدور المتزن لرابطة العالم الإسلامي امتدادا لاهتمام قيادة المملكة الراسخ بخدمة الإسلام والمسلمين حول العالم، انطلاقا من مكانتها الروحية ومسؤوليتها التاريخية. فالدعم الذي تحظى به الرابطة يعكس وعيا قياديا بأن الرسالة الدينية في عصرنا لا تدار بردود الفعل، بل بالحكمة والعلم والعمل المؤسسي. اهتمام يتجلى في رعاية خطاب الاعتدال، وتعزيز التقارب، وبناء منصات الحوار، وتقديم الإسلام للعالم بوصفه دينا يحفظ توازن الإنسان ويصون كرامته، ويواجه التطرف بالفهم لا بالصدام.
ختام ما أقوله.. إن ما تقدمه رابطة العالم الإسلامي اليوم، بقيادة الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى، ليس خطابا ظرفيا ولا رد فعل عابرا، بل مشروع وعي ممتد يعيد وضع الإسلام في موقعه الطبيعي كقوة أخلاقية عالمية. من منابر الخطاب في جامع الاستقلال وغيرها من دول العالم، إلى مبادرات إنسانية تحتضن أهل القرآن الكريم دون تمييز، إلى مؤتمرات حوار تتقدم فيها المشتركات على الخلافات، تتشكل صورة إسلام لا يصطدم بالعالم بل يشاركه مسؤوليته الإنسانية. وفي زمن تشتد فيه الحاجة إلى صوت جامع وعقل راشد، تواصل الرابطة ترسيخ مسار تصنع فيه الوسطية سلاما، ويصبح فيه التعايش خيارا حضاريا لا رجعة عنه، وتظل الرسالة واضحة بأن السلام يبدأ من فهم الدين على حقيقته، ويكتمل حين يتحول هذا الفهم الى عمل مؤسسي يلامس الإنسان حيثما كان.




