الجيش الأوكراني ينسحب من «سيفرسك».. منعطف بمعركة «دونيتسك»؟

الجيش الأوكراني يعلن انسحابه من سيفرسك في شرق البلاد، وهي البلدة التي سبق أن أعلنت روسيا السيطرة عليها قبل أقل من أسبوعين.
وجاء في منشور، الثلاثاء، لهيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني عبر تطبيق تليغرام، أنه “حفاظا على أرواح جنودنا والقدرات القتالية لوحداتنا، انسحب المدافعون الأوكرانيون من البلدة”.
وأوضحت أن “الجنود الروس تمكنوا من التقدم نظرا إلى تفوقهم العددي والضغط المتواصل من مجموعات هجومية صغيرة في أحوال جوية صعبة”.
وشرحت أن القوات الروسية “تتمتع بتفوق كبير عددا وعتادا، وتُواصِل عملياتها الهجومية رغم تكبُّدها خسائر كبيرة”.
ولبلدة سيفرسك الواقعة في شمال شرق دونتسيك أهمية خاصة حيث تعتبر نقطة ربط مهمة بين عدة مدن رئيسية مثل باخموت.
وكانت روسيا أعلنت قبل أقل من أسبوعين السيطرة على بلدة سيفرسك التي كانت على هذه الجبهة أحد آخر الجيوب التي تحول دون تقدُّم القوات الروسية إلى مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.
وطال الدمار قسما كبيرا من سيفرسك التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 11 ألفا قبل الحرب.
وشنت القوات الروسية هجومها على البلدة من ثلاثة محاور منذ سبتمبر/أيلول 2025، وتمكنت من إحداث خرق في الدفاعات الأوكرانية المحلية بين نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي وديسمبر/كانون الأول الجاري، وفقًا لمحللين عسكريين.
وسرّعت القوات الروسية تقدمها في أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة، وباتت تسيطر على نحو 19 في المئة من الأراضي الأوكرانية، ومن أبرز المكاسب التي أعلنت عنها سيطرتها على منطقة بوكروسفك التي تشكّل نقطة تقاطع بين خطوط إمداد رئيسية.
وحقق الجيش الروسي في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب في واشنطن.
«قد ينهار»
وقبل الإعلان عن التطور الميداني، حذر مدير محطّة تشيرنوبيل النووية سيرغي تاراكانوف من أن ضربة قد تؤدّي إلى انهيار الملجأ المضاد للإشعاعات داخل المحطّة التي توقّفت عن العمل راهنا في أوكرانيا.
وقال تاراكانوف خلال مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي “في حال أصابه صاروخ أو مسيّرة مباشرة أو حتّى سقط في محيطه مثلا صاروخ من نوع إسكندر، فقد يُحدث ذلك زلزالا صغيرا في المنطقة”.
وأكّد أن “لا أحد في وسعه أن يضمن أن الملجأ سيبقى قائما بعد ذلك. وهذا هو أكبر تهديد”.
والمحطّة النووية مدّعمة بهيكل من الفولاذ والإسمنت من الداخل أقيم على عجالة بعد الكارثة النووية سنة 1986 وهي مغلّفة أيضا بغلاف خارجي حديث وعالي التطوّر يطلق عليه اسم “عازل الأمان الجديد”.
وسبق أن تعرّض الغلاف الخارجي لأضرار كبيرة إثر ضربة بمسيّرة روسية تسبّبت في حريق ضخم في التكسية الخارجية للهيكل الفولاذي.
وكان الجيش الروسي قد أعلن سيطرته على المحطّة في بداية الحرب سنة 2022 قبل أن ينسحب منها بعد بضعة أسابيع.
تقدم “بطيء” بالمحادثات
وسجلت موسكو الإثنين تقدما “بطيئا” في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا، ونددت بمحاولات “خبيثة” لإفشالها، عقب محادثات جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع في ميامي ولم تُفضِ إلى كسر الجمود.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله “إننا نشهد تقدما بطيئا. ويصاحب ذلك محاولات شديدة الضرر وفي منتهى الخبث تقوم بها مجموعة دول مؤثِّرة لعرقلة هذه الجهود وإفشال العملية الدبلوماسية”.
وأشاد بمساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيجاد “حلول تعالج جذور النزاع وتكون مستدامة”، مع توجيه انتقاد للموقف الأوروبي إزاء خطة واشنطن التي طُرحت قبل نحو شهر وتخضع منذ ذلك الحين لمفاوضات.
وقال ريابكوف إن التفاهم الروسي الأمريكي حول أوكرانيا “هو ما يخشاه خصومنا في بروكسل وعدد من العواصم الأوروبية، الذين لا يمكنهم حتى في أسوأ كوابيسهم تخيّل النتائج التي نعمل عليها”.
وأضاف “سنواصل التقدّم في هذا الاتجاه دون كلل”.
وجرت في نهاية الأسبوع جولة جديدة من المحادثات بشأن الخطة الأمريكية في فلوريدا، تخلّلتها لقاءات منفصلة لمسؤولين أمريكيين مع الموفدين الروسي والأوكراني.
ولم تُفضِ هذه الجولة الأخيرة من المفاوضات إلى تقدم ملموس، غير أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وصفتا المناقشات بأنها “بنّاءة”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




