بيونغ يانغ تطور غواصتها النووية الأولى.. ذراع ثانية تضاعف قوة الردع

مع اقتراب كوريا الشمالية من إكمال أول غواصة نووية كبيرة في تاريخها، تتصاعد المخاوف الدولية من تعزيز بيونغ يانغ لذراعها النووية البحرية،
الذي يشكل إضافة استراتيجية مهمة لقدرات الردع الكوري.
الغواصة الجديدة، التي تُظهر الصور برجًا مدمجًا وأنابيب صواريخ متعددة، تمثل استمرارًا لجهود كوريا الشمالية على مدى عقود لتطوير أسطولها البحري وإرساء قدرة نووية بحرية تمكنها من توجيه ضربات استراتيجية بعيدة المدى، حتى في وجه أعنف التهديدات الأمريكية.
فماذا نعرف عنها؟
نشرت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية صور أول غواصة نووية طال انتظارها، وكشفت أن الغواصة قيد الإنشاء حاليًا وتبلغ إزاحتها 8700 طن.
جاء ذلك، بعد تقارير من مصادر عسكرية كورية جنوبية العام الماضي أفادت بأن بيونغ يانغ بدأت بناء أول غواصة نووية، وتقارير أخرى من مصادر حكومية كورية شمالية على مدى سنوات تكشف عن التخطيط لمثل.
ووفقا لموقع “ميليتري ووتش” الأمريكي فإن حجم هذه السفينة يجعلها أصغر بكثير من غواصة الصواريخ الباليستية الصينية من طراز 094 التي تزن 11,000 طن، وأصغر من غواصة أوهايو الأمريكية التي تزن 18,750 طن، ومن أكبر غواصة عاملة في العالم، وهي غواصة بوري الروسية التي تزن 24,000 طن.
وتظهر الصور برجًا مدمجًا مع هيكل مرتفع على شكل ظهر سلحفاة، يضم أنابيب إطلاق صواريخ، ومجموعة سونار جانبية، وستة أنابيب طوربيد.
ومنذ عقود، تمتلك كوريا الشمالية أكبر أسطول غواصات في العالم، وقد حققت خلال العقد الماضي تقدمًا ثوريًا في تطوير سفن ذات قدرات جديدة مثل نشر أول غواصة صواريخ باليستية منذ عام 2017، تلتها أول غواصة صواريخ كروز في عام 2023، واختبار غواصة نووية بدون طيار في أبريل/نيسان 2023.
ودائما ما كان يُنظر إلى الجهود السابقة لتطوير غواصات الصواريخ الباليستية على أنها تمهيد لنشر سفينة تعمل بالطاقة النووية قادرة على توفير ذراع ثانية للردع النووي الاستراتيجي للجيش الشعبي الكوري.
وتتمتع الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية بقدرة تحمل أكبر بكثير مقارنةً بالسفن التقليدية، ويمكنها البقاء مغمورة لأشهر متواصلة، مما يسمح لها بشن ضربات على أهداف في أي مكان في العالم بإنذار قصير وهو ما يضمن القدرة على توجيه ضربة ثانية، حتى لو تمكن خصوم بيونغ يانغ الغربيون من تحييد ترساناتها الأرضية.
اختراق الدفاعات
ويُتيح نشر الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من الغواصات شن ضربات من اتجاهات غير متوقعة حيث لا توجد دفاعات صاروخية محصنة بشكل كبير، مثل الضربات على البر الرئيسي للولايات المتحدة.
ومنذ 2021، أثارت تجارب كوريا الشمالية على مركبات الانزلاق فرط الصوتية وتفعيلها على صاروخ “هواسونغ- 16 بي” الباليستي متوسط المدى، الاحتمالات بأن تزود كوريا الشمالية غواصتها النووية الجديدة بصواريخ مدمجة مع هذه المركبات لتحقيق مسارات طيران أطول وأكثر كفاءة، ولتحسين قدرتها بشكل ملحوظ على اختراق الدفاعات الجوية للخصم.
وتعد القدرة على شن ضربات على البر الرئيسي للولايات المتحدة هدفًا ثمينًا لبيونغ يانغ، حيث اقتربت واشنطن في مناسبات عديدة من شن هجمات واسعة النطاق على كوريا الشمالية، بما في ذلك ضربات نووية كبيرة.
ففي 2016، أيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما شن هجوم وفي 2017 وضع خليفته دونالد ترامب خططًا لشن هجمات نووية واسعة النطاق كان من المتوقع أن تودي بحياة ملايين الكوريين.
وقد رفضت وزارة الدفاع (البنتاغون) هذه الضربات إلى حد كبير بفضل «القدرات الانتقامية» لكوريا الشمالية، ونقص المعلومات الاستخباراتية حول مواقع قيادتها ومخزونات أسلحتها.
هجمات نووية
وفي الماضي، فكرت إدارات هاري ترومان ودوايت أيزنهاور وريتشارد نيكسون بجدية بالغة في شن هجمات نووية على كوريا الشمالية بينما كادت إدارتا ليندون جونسون وبيل كلينتون أن تشن هجمات غير نووية.
ولم تكمل كوريا الشمالية بعد عملية إزالة الذخائر الأمريكية من حملة القصف الغربي التي قادتها الولايات المتحدة خلال الحرب الكورية، والتي أودت بحياة غالبية سكانها الذين قضوا في النزاع، والذين تراوحت نسبتهم بين 20 و30%.
ولا تزال ذكرى هذه الحرب تشكل دافعًا رئيسيًا لسياسة الأمن الكورية الشمالية، في مواجهة ما يُنظر إليه على أنه تهديد خطير من الولايات المتحدة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




