من مكافحة الإرهاب إلى ضبط النزاعات.. تمديد مهام بعثات أممية

جدد مجلس الأمن الدولي رهانه على الأدوات الأممية لضبط النزاعات ومواجهة الإرهاب، بالتوازي مع تصاعد نداءات إنسانية تحذر من كلفة الصراعات المتواصلة على البشر والكوكب.
وتؤكد القرارات الأممية المتزامنة والرسائل السياسية الواضحة محاولة لإعادة التوازن بين منطق القوة ومتطلبات السلام.
وفي هذا السياق، جدد مجلس الأمن الدولي ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك «أوندوف» في الجولان السوري لمدة 6 أشهر تنتهي أواخر يونيو/حزيران 2026.
وتؤكد الخطوة تمسك المنظمة الدولية بدورها في مراقبة وقف إطلاق النار ومنع الانزلاق نحو مواجهات أوسع في واحدة من أكثر المناطق حساسية إقليميًا.
ويأتي هذا التمديد في ظل استمرار التوترات الأمنية، ما يعكس إدراكًا دوليًا لأهمية الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار الميداني.
تمديد ولاية المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب
بالتوازي، اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار رقم 2810 (2025)، القاضي بتمديد ولاية المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة حتى 5 يناير/كانون الثاني 2029.
وأكد القرار أن الإرهاب بجميع أشكاله لا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين، مشددًا على الدور المركزي للمديرية في تقييم التزام الدول بقرارات المجلس، وتقديم الدعم الفني لسد الثغرات وبناء القدرات.
كما دعا الدول الأعضاء والجهات المانحة إلى الاستفادة من هذه التقييمات لتعزيز فعالية جهود مكافحة الإرهاب عالميًا.
ترتيب أولويات العالم
وفي بُعد إنساني لا يقل أهمية، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة قوية بمناسبة العام الجديد، دعا فيها قادة العالم إلى «اختيار الإنسان والكوكب» بدلًا من منطق الصراعات والتسلح.
وحذر من الارتفاع القياسي في الإنفاق العسكري العالمي، الذي بلغ نحو 2.7 تريليون دولار، متجاوزًا المساعدات الإنمائية بثلاثة عشر ضعفًا، ومساويًا تقريبًا للناتج المحلي الإجمالي لقارة أفريقيا.
رسالة غوتيريش حملت نقدًا مباشرًا لأولويات النظام الدولي، ودعوة صريحة لجعل السلام خيارًا أول لا شعارًا سياسيًا.
مساهمة أمريكية إنسانية
وفي الإطار ذاته، رحب الأمين العام بإعلان الولايات المتحدة تقديم مساهمة إنسانية أولية بقيمة ملياري دولار لدعم أعمال الأمم المتحدة الإغاثية حول العالم.
واعتبر أن هذه الخطوة ستسهم في إنقاذ الأرواح وتعزيز الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية، مؤكدًا الحاجة إلى دعم دولي مستدام لا يقتصر على الاستجابات الطارئة.
وتعكس هذه التحركات والرسائل محاولة أممية لإعادة رسم معادلة الأمن الدولي، عبر الجمع بين إدارة النزاعات، ومحاصرة الإرهاب، وتخفيف المعاناة الإنسانية. غير أن نجاح هذا المسار يبقى مرهونًا بإرادة سياسية دولية قادرة على ترجمة القرارات والالتزامات إلى أفعال.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




