اسعار واسواق

2026 على حافة الانفجار.. عشر صراعات تهدد العالم


مع بداية 2026، يبدو العالم وكأنه يسير إلى حافة الهاوية. حروب مستمرة، صراعات بالوكالة، أزمات إنسانية غير مسبوقة، وتدخلات دولية متهورة.

وتشير تحليلات مجلة فورين بوليسي إلى أن التوترات في أوكرانيا وغزة والسودان وفنزويلا وميانمار قد تتحول إلى شرارة لمزيد من العنف، في ظل تآكل القواعد الدبلوماسية التقليدية وتراجع فرص السلام.

في قلب هذا المشهد المضطرب، يبرز دور الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بنهج غير تقليدي يعتمد على الصفقات السريعة والضغط المباشر، مما يثير مخاوف من تصعيد مفاجئ في أكثر من بؤرة نزاع.

التحليلات الدولية تحذر: الحلول المؤقتة والهدن الهشة قد تتحول إلى قواعد يومية لإدارة الأزمات، بينما تصبح الحرب أداة محتملة لتحقيق النفوذ والهيمنة.

فنزويلا: تصعيد أمريكي

تصاعدت التوترات في جنوب البحر الكاريبي بعد أكبر حشد عسكري أمريكي منذ عقود، ضمن خطوات يُرجّح أنها تستهدف إزاحة الرئيس نيكولاس مادورو. وشهد ديسمبر مصادرة ناقلات نفط خاضعة للعقوبات، مع تهديد واضح بالتصعيد العسكري إذا لم يُبدِ مادورو مرونة كافية.

ترامب حاول في البداية تبني نهج تفاوضي عبر مبعوثه ريتشارد غرينيل، ما أسفر عن الإفراج عن رهائن أمريكيين واستمرار ضخ النفط. لكن جناحًا أكثر تشددًا، يقوده وزير الخارجية ماركو روبيو، أعاد فرض العقوبات والتصعيد، متذرعًا بمحاربة تهريب المخدرات.

وتظل احتمالات الغزو أو انقلاب داخلي ضعيفة، مع بقاء فرص للتسوية التفاوضية. لكن السيناريو التفاوضي القائم على صفقة نفطية أو انتقال للسلطة يواجه معارضة شديدة، فيما يحذر محللون من أن أي تدخل عسكري قد يُغرق البلاد في فوضى أعمق ويزيد أزمة اللاجئين.

السودان: أسوأ أزمة إنسانية في العالم


الصراع السوداني الذي اندلع في أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نتج عنه تحركات سكانية واسعة وتحديات إنسانية معقدة.

وتواصل الوساطات الإقليمية التي تقودها الإمارات والسعودية ومصر جهودها لتحقيق وقف لإطلاق النار، رغم التحديات الناتجة عن المواقف الداخلية.

من وجهة نظر محللين، فإن المجتمع الدولي يمتلك قدرة على لعب دور في دعم الحلول السياسية، عبر الوساطة والضغط، إلا أن تحقيق تسوية دائمة يبقى هدفاً معقداً يتطلب عملية سياسية شاملة.

أوكرانيا: استنزاف بلا نهاية

لا تزال الحرب مستعرة رغم التحول الدفاعي لأوكرانيا، التي تخسر أراضيها بشكل بطيء أمام التفوق العددي والناري الروسي.

جاء التغيير الجوهري سياسيًا مع انقلاب إدارة ترامب على سياسة الدعم التقليدية، حيث أوقفت المساعدات المالية واتخذت دور الوسيط الذي يلوم كييف في بعض الأحيان. ويبدو سيناريو حرب الاستنزاف هو الأرجح، بينما تهدد أي تسوية مفروضة لصالح موسكو بزعزعة استقرار أوروبا برمتها.

غزة: هدنة هشة

انتهت أطول حرب في الصراع العربي-الإسرائيلي بوقف إطلاق نار هش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاركًا قطاع غزة مدمرًا بالكامل تقريبًا.

ويعيش السكان المحاصرون في أقل من نصف مساحة القطاع تحت حكم حماس، بينما تسيطر إسرائيل على الباقي وتمنع إعادة الإعمار.

الخلاف الجوهري حول نزع سلاح حماس مقابل الانسحاب والإعمار لا يزال يعيق أي حل دائم، فيما تتحول القضية الفلسطينية إلى صراع بقاء يومي.

المواجهة مع إيران

دفعت الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي، والتي انضمت إليها الولايات المتحدة لاحقًا، المنطقة إلى حافة حرب شاملة.

ورغم انتهاء المواجهة سريعًا، فقد تعثرت المفاوضات النووية وبات مصير برنامج إيران مجهولًا. وتبقى هدنة غير معلنة لكنها هشة، مع استمرار نشاط الحوثيين في اليمن كعامل إضافي للتفجير.

ويبقي غياب مسار دبلوماسي جاد يربط الملف النووي بالصراعات الإقليمية خطر انفجار أوسع قائمًا.

سوريا: مكاسب مهددة

نجح الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، بفضل دعم أمريكي مفاجئ، في تحسين الوضع الدولي لبلاده ورفع جزئي للعقوبات. لكن هذا الإنجاز تواجهه تحديات داخلية خطيرة، أبرزها تفجر عنف طائفي في الساحل والسويداء، وتصاعد المطالب الانفصالية لدى بعض مكونات المجتمع.

إضافة إلى ذلك، يبرز خطر عودة تنظيم “داعش” وتعقيدات ملف “قوات سوريا الديمقراطية” في الشمال الشرقي. وقد تبدد هذه العوامل المكاسب الدبلوماسية وتعيد البلاد إلى دوامة عدم الاستقرار.

شبح الحرب يخيم على القرن الأفريقي

تتصاعد التوترات بين البلدين الجارين إلى مستوى خطير، ويتهم الجانبان بعضهما بدعم الميليشيات المعادية، وسط استعدادات عسكرية مكثفة.

وأي صدام مباشر بينهما، في ظل اشتعال جارتهما السودان، قد يشعل حربًا إقليمية واسعة في منطقة تعاني من تفشي المجاعة والاضطرابات.

ميانمار

استعاد المجلس العسكري زمام المبادرة في الحرب الأهلية الشاملة، ويدفع القبول الإقليمي المتزايد بالأمر الواقع البلاد نحو مزيد من العزلة والصراع الداخلي.

أفغانستان وباكستان: حدود ملتهبة

آثار الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي لغزة- أرشيفية

تدهورت العلاقات إلى قتال مباشر مؤقت بسبب رفض حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان كبح جماح “طالبان باكستان” التي تنفذ هجمات داخل باكستان.

ورغم الوساطات، فإن تعليق العلاقات الدبلوماسية والتجارية واستمرار العنف يجعلان جولة تصعيد جديدة محتملة، وأي هجوم كبير قد ينسف الهدوء النسبي ويدفع بمنطقة جنوب آسيا، بما فيها الحدود مع الهند، إلى مواجهة أخطر.

الساحل الأفريقي

دخل الوضع في الساحل الأفريقي مرحلة جديدة مع حصار الجماعات المتطرفة للعاصمة المالية باماكو، في محاولة لخنق الدولة وتكريس النفوذ في المناطق الريفية، وسط مخاوف من تمدد الإرهاب في بوركينا فاسو المجاورة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى