تضيء مسرح الجريمة.. تقنية ثورية تكشف آثار الطلقات النارية خلال دقائق

في تطور قد يغير قواعد لعبة التحقيقات الجنائية، طور باحثون من جامعة أمستردام تقنية مبتكرة تعتمد على الضوء للكشف السريع والدقيق عن آثار الطلقات النارية، مما يعد بثورة في عالم الطب الشرعي.
التقنية الجديدة تقوم بتحويل جزيئات الرصاص الدقيقة، الموجودة في بقايا الطلقات، إلى أشباه موصلات تُضيء باللون الأخضر عند تسليط الأشعة فوق البنفسجية عليها، وهذا الوهج المرئي بالعين المجردة يجعل حتى أصغر آثار الرصاص واضحة فورا، مما يسهل على المحققين جمع الأدلة في موقع الجريمة دون الحاجة لانتظار تحاليل المختبرات المعقدة.
وتقول بِنتي فان كرالينخن، خبيرة الطب الشرعي في شرطة أمستردام “الحصول على مؤشر سريع لوجود بقايا طلقات في موقع الجريمة يُعد ميزة ضخمة، فهو يساعدنا في الإجابة على أسئلة مهمة مثل: هل هذا الثقب ناجم عن رصاصة؟ وأين كان يقف المشتبه به أو الضحية؟”.
كيف تعمل التقنية؟
وتعتمد الطريقة الجديدة على تكنولوجيا متقدمة تُعرف بـ”البيروفسكايت”، وهي مادة تُستخدم عادة في تصنيع الخلايا الشمسية ومصابيح الـ “ليد”، وتتميز بأنها شديدة الحساسية للضوء، وتنتج ضوءا ساطعا عند تحفيزها.
والفكرة أنه عند إطلاق النار، تنتشر جزيئات دقيقة تحتوي على الرصاصمن الرصاصة ومادة التفجير في الهواء وتستقر على الملابس، الجلد، أو الأسطح القريبة.
والباحثون طوّروا محلولا كيميائيا يحتوي على مركبات تُحفز تكوين بلورات بيروفسكايت على السطح الذي يحتوي على الرصاص.
وعندما يُرش المحلول الكاشف على أثر الرصاص، يتفاعل معه ويُنتج بلورات بيروفسكايت مشعة، وعند تسليط ضوء فوق بنفسجي على هذه البقعة، تُصدر بلورات البيروفسكايت وهجا أخضر ساطعا يمكن رؤيته بالعين المجردة، حتى لو كانت كمية الرصاص ضئيلة جدا.
والمثير أن التجارب أظهرت فعالية التقنية حتى بعد غسل أيدي مطلق النار، بل تم الكشف عن آثار رصاص على أيدي أشخاص وقفوا على بعد مترين من موقع إطلاق النار، ما يمنح المحققين أداة قوية لفهم من كان موجودًا وأين.
من المختبر إلى أرض الواقع
وقام الباحثون باختبار التقنية ميدانيًا في ميدان رماية باستخدام طلقات حقيقية، النتائج كانت مذهلة، حيث ظهرت أنماط مضيئة لبقايا الرصاص على القماش من مسافات مختلفة، وأثبتت التجربة أن هذه الطريقة أسرع وأكثر حساسية وأقل تكلفة من الطرق التقليدية.
ويأمل فريق البحث أن تُستخدم هذه التقنية قريبا كدليل في المحاكم، كما تعمل شركة ناشئة تدعى” لوميتاليكس” على تطوير هذه الأداة إلى طقم ميداني يُمكن استخدامه بسهولة من قِبل رجال الشرطة في مسارح الجرائم.
ولا تقتصر أهمية هذه التقنية على عالم التحقيقات الجنائية فقط. فالباحثون يدرسون إمكانية استخدامها في رصد التلوث بالرصاص في البيئة، سواء في الماء أو التربة، مما قد يفتح المجال لاستخدامها في حماية الصحة العامة.
aXA6IDUuMTgyLjIwOS4xMTUg جزيرة ام اند امز