البطاريات الصلبة.. رهان «تويوتا» لتغيير مستقبل السيارات الكهربائية
أعلنت شركة تويوتا اليابانية عن تطوير جيل جديد من بطاريات الحالة الصلبة، تدّعي أنها قادرة على العمل لمدة 40 عاماً، وهي مدة قد تكون أطول من عمر السيارة نفسها.
تفتح الخطوة الباب أمام ثورة في كفاءة الطاقة واستدامتها وقد تعيد رسم ملامح صناعة السيارات الكهربائية عالميًا.
وكشفت الشركة عن هذه التقنية خلال معرض في اليابان 2025، مؤكدة أن البطاريات الجديدة ستحتفظ بنسبة ٩٠% من سعتها الأصلية حتى بعد أربعة عقود من الاستخدام، في إنجاز غير مسبوق في عالم الطاقة الكهربائية.
ونقل تقرير نشره موقع “انسايد اي اي في اس” عن كيجي كايتا، رئيس مركز تويوتا للهندسة المتقدمة المحايدة للكربون، أن الهدف هو إنتاج بطارية “طويلة العمر بشكل فائق”، تتجاوز بكثير بطاريات الليثيوم التقليدية التي لا يتجاوز عمرها عادة عشر سنوات بنفس مستوى الأداء.
وأشار كايتا في تصريحات لوسائل إعلام أسترالية إلى أن تكلفة البطارية الجديدة ستكون مرتفعة في البداية، لكنها ستعوّض هذا الفارق بفضل عمرها الطويل وإمكانية إعادة استخدامها في سيارات جديدة بعد انتهاء عمر السيارة الأصلية. وقال: “قد تكون التكلفة المبدئية عالية، لكن على المدى الطويل ستكون أكثر جدوى واستدامة، وهو ما نهدف إليه في خططنا المستقبلية”.
نقلة نوعية
ويُتوقع أن تُحدث هذه التقنية نقلة نوعية في أداء السيارات الكهربائية، إذ من المنتظر أن تُحسّن مدى القيادة بشكل كبير وتقلّل وزن البطارية ومخاطر الاشتعال، إضافة إلى سرعة الشحن العالية التي تتيحها بطاريات الحالة الصلبة مقارنة بالبطاريات السائلة التقليدية.
وتشير بيانات مكتب النقل الأمريكي إلى أن متوسط عمر السيارة في الولايات المتحدة يبلغ نحو 14.5 عامًا، ما يعني أن بطارية تويوتا الجديدة يمكن أن تدوم لما يقارب ثلاثة أضعاف هذا العمر، وهو ما قد يغيّر المفهوم التقليدي لعمر المركبة ويخفض الحاجة إلى تصنيع بطاريات جديدة باستمرار، مما ينعكس إيجابًا على البيئة وخفض انبعاثات الكربون.
ولتحقيق رؤيتها الطموحة، عقدت تويوتا شراكات استراتيجية مع شركتي Idemitsu Kosan لتوريد الإلكتروليت و Sumitomo Metal Mining لتوريد مواد الكاثود، حيث أكدت الأخيرة أن تويوتا ستكون أولى الجهات المستفيدة من إنتاجها.
ورغم الحماس الذي أثارته تصريحات الشركة، فإن بعض المراقبين أعربوا عن شكوكهم، مذكرين بأن تويوتا أعلنت منذ أكثر من عقد نيتها طرح بطاريات صلبة تجارية دون أن يتحقق ذلك حتى الآن. ومع ذلك، يبدو أن العملاق الياباني يقترب هذه المرة من تحقيق وعده، مع توقعات بأن تُطرح البطاريات الجديدة بين عامي 2027 و2028، ربما في نسخة إنتاجية من سيارة “لكزس إلكترفايد سبورت” أو في أحد الطرازات الهجينة المتقدمة.
وإذا نجحت تويوتا فعلًا في طرح هذه البطاريات بالخصائص التي تعِد بها، فإن ذلك قد يشكّل نقطة تحوّل تاريخية في سوق السيارات الكهربائية، ويمنحها الأفضلية في سباق عالمي يشتد بين الشركات الكبرى لتحقيق المعادلة الصعبة بين الكفاءة، والسرعة، والاستدامة البيئية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
