اسعار واسواق

مارك زوكربيرغ يستعين بـ«العبقري الشاب» لقيادة «مختبرات ميتا للذكاء الفائق»


أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، عن تعيين الشاب ألكسندر وانغ، مؤسس شركة «سكايل إيه آي» (Scale AI)، في منصب قيادي رفيع لتولي إدارة الوحدة الجديدة المسماة «مختبرات ميتا للذكاء الفائق» (Meta Superintelligence Labs).

وتأتي هذه الخطوة ضمن صفقة استراتيجية تبلغ قيمتها نحو 14.3 مليار دولار، في واحدة من أكبر عمليات التوظيف والاستحواذ في قطاع الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة.

تجسد مسيرة وانغ، البالغ من العمر 28 عامًا، الحلم الكلاسيكي لوادي السيليكون. فقد وُلد في ولاية نيو مكسيكو لأبوين صينيين كانا يعملان في مختبر لوس ألاموس الوطني في مجال الفيزياء، وأظهر منذ طفولته شغفًا بالرياضيات وعلوم الحاسوب.

التحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، لكنه قرر عام 2016 ترك الجامعة لتأسيس شركته الناشئة «سكايل إيه آي»، المتخصصة في توفير البيانات المعلّمة عالية الجودة لتدريب نماذج التعلم الآلي.

خلال سنوات قليلة، تحولت الشركة إلى أحد أعمدة صناعة الذكاء الاصطناعي، بعد تعاونها مع عمالقة التقنية مثل «إنفيديا» و«أمازون» و«ميتا» نفسها. وبحلول عام 2024، بلغت قيمة الشركة السوقية نحو 14 مليار دولار، ما جعل وانغ أحد أصغر المليارديرات في قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم.

وفي يونيو/حزيران 2025، أعلنت «ميتا» تعيين وانغ لقيادة استراتيجيتها الجديدة في الذكاء الاصطناعي عبر وحدة «مختبرات ميتا للذكاء الفائق». وتهدف هذه الوحدة إلى توحيد أبحاث الشركة وجهودها في تطوير البنية التحتية والمنتجات.

وفي مذكرة داخلية، كتب وانغ: «الذكاء الفائق قادم، وإذا أردنا التعامل معه بجدية، فعلينا تنظيم أعمالنا حول ثلاثة محاور أساسية: البحث، والمنتج، والبنية التحتية».

من المتوقع أن تُحدث إعادة الهيكلة هذه تحولًا جذريًا في طريقة عمل ميتا، إذ تُقسَّم مبادرات الذكاء الاصطناعي إلى أربعة مجالات رئيسية تستهدف تسريع الوصول إلى أنظمة ذكاء عام قادرة على التفكير والفهم بطريقة شبيهة بالبشر — وهي المرحلة التالية في تطور التكنولوجيا.

ويرى مراقبون أن صفقة «ميتا» مع «سكايل إيه آي» لا تمثل مجرد استحواذ مالي، بل استثمارًا استراتيجيًا في بنية البيانات وتدريب النماذج المتقدمة. فخبرة «سكايل» في معالجة البيانات الضخمة تمنح «ميتا» دفعة قوية في سباق الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل المنافسة المتصاعدة مع «أوبن إيه آي» و«غوغل ديب مايند».

ومع ذلك، يواجه وانغ تحديات كبيرة في الموازنة بين الابتكار والمسؤولية الأخلاقية، إذ يثير التوجه نحو «الذكاء الفائق» أسئلة جوهرية تتعلق بالأمان والشفافية والتنظيم. ويتوقع خبراء أن تؤثر هذه التحولات على وتيرة التطوير الداخلي ومستوى التعاون بين فرق الشركة.

ويُعدّ تعيين ألكسندر وانغ منعطفًا حاسمًا في مسيرة ميتا نحو قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي. فبينما لا يزال في أواخر العشرينات، يتولى اليوم مسؤولية أحد أكثر المشاريع التقنية طموحًا في العالم — وهو رهان جريء من زوكربيرغ على جيل جديد من العقول القادرة على إعادة رسم ملامح مستقبل الذكاء الفائق عالميًا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى