«حزام الإخوان» يفجر «فرنسا الأبية».. استقالات واتهامات

«حزام الإخوان» يلتف حول «فرنسا الأبية» وسط عاصفة استقالات واتهامات بانحراف البوصلة الفكرية والتنظيمية لحركة تقود اليسار الراديكالي.
وتواجه الحركة عاصفة داخلية في شمالي فرنسا، بعد اتهامات بقبول انخراط ناشطين مقربين من جماعة الإخوان داخل صفوفها.
وهذه الأزمة فجرت موجة استقالات من داخل الحزب، الذي يرى بعض عناصر الحزب التاريخيين أن بوصلته الفكرية وتنظيمه المحلي ينحرفان عن مبادئه، بحسب إذاعة “يورب 1” الفرنسية.
ضغوط ومطالب دينية
قالت الإذاعة الفرنسية إن حزب “فرنسا الأبية” متهم باستقبال مقربين من جماعة الإخوان في شمال فرنسا، موضحة أن ذلك قد تسبب في أزمة داخل الحزب، حيث غادره عدد من أعضائه القدامى.
ويتهم منتخبون محليون حزب “فرنسا الأبية” بضم ناشطين مرتبطين بالإخوان بمحاولة التأثير على عدد من البلديات في شمال فرنسا لفرض مطالب ذات طابع ديني، الأمر الذي يعتبرونه تهديداً لمبادئ العلمانية في البلاد.
ويرى هؤلاء المنتخبون أن التحركات ليست مجرد مطالب اجتماعية، بل تشكل جزءا من استراتيجية منظمة لاختراق الحياة العامة تحت غطاء “حقوق ثقافية ودينية”.
جدل مدرسة خاصة
وفق إذاعة “يورب 1” الفرنسية، فإن أحدث مثال على ذلك كان افتتاح مدرسة إسلامية خاصة خارج نطاق التعاقد في مدينة رايسم.
وأوضح رئيس البلدية الشيوعي إيميريك روبان أنه عندما تولى منصبه ركز مشاريعه على البيئة والمواطنة البيئية، قبل أن يكتشف أن المشروع التربوي للمدرسة يرفع الشعارات ذاتها فقط كواجهة، قائلا: “كانت مجرد شجرة تخفي غابة… أو لحية مزيفة”.
وأضاف: “الأولوية لدى هؤلاء ليست المصلحة العامة، بل الدين. نحن بالنسبة لهم مختبرًا لخدمة محيط عائلة إيكيوسن”، في إشارة إلى العائلة المعروفة بقربها من الإخوان.
انشقاقات واتهام مباشر
اتهم يوهان سينيه، المسؤول السابق في الحزب الاشتراكي بمدينة دينان، حركة “فرنسا الأبية” بأنها فتحت أبوابها لهؤلاء الناشطين، قائلاً: “اليوم ينضمون إلى فرنسا الأبية بوجوه مكشوفة تحمل الكراهية للجمهورية، وقد قبِلهم مع علمه الكامل بخلفياتهم”.
وأوضح أن بعضهم يحصل على دعم محلي وترشيحات انتخابية.
وقبل أسابيع، أصدر القيادي الإقليمي سيدريك برون تحذيرًا مماثلًا بشأن النفوذ المتزايد لهؤلاء داخل الحركة، قبل أن يعلن انسحابه من الحزب نهائيًا.
وبينما ترفض قيادة “فرنسا الأبية” اتهامات “الاختراق” و”التواطؤ”، تتسع هوة الخلاف داخل قواعد الحزب في شمال البلاد.
ومع استمرار الاستقالات وارتفاع التوتر حول قضايا العلمانية والهوية، يبدو أن هذه الأزمة قد تتحول إلى ملف سياسي ووطني أكبر بالمرحلة المقبلة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




