ما هي علاقة العرب بالجن؟

#ناصية :
تؤمن العرب بقوة الجن وشطارتهم ودهائهم، لذلك كانت تستخدم بعض أوصاف الجن للإنس، بل وجعلوا لهم مراتب وأجناس، على سبيل المثال:
كانوا إذا دخل الرجل في دائرة الدهاء قالوا عنه: “شيطان”.
فإذا عتا في الطغيان قالوا عنه: “مارد”.
فإذا تعرّض للصبيان قالوا عنه “أرواح”، فإذا زاد في ذلك قالوا عنه: “عبقري”.
فإذا جمع إلى خبثه شدة الشر قيل له: “عفريت”.
أما العُمَّار فجمع عامر وهم صنف من الجن يسكنون مع الناس في بيوتهم، كما يقول ابن عبدالبر أي يعمرونها.
وقال “اللحياني”:
دار معمورة .. يسكنها الجن.
وقال “الجوهري”:
عُمَّار البيوت سكانها من الجن!
وقبائل الجن كثيرة، منها على سبيل المثال:
“قبيلة الشيصبان” وهي من أكبر قبائل الجن، وفي ذلك يقول الشاعر حسّان بن ثابت -رضي الله عنه-:
ولي صاحبٌ من بني الشيصبان..
فطور أقولُ.. وطور هوه!
كما أنّ للجن مناطق يسكنونها، ومن أهم مناطقهم “وادي عبقر” وهو موضع بنواحي نجد، وقيل في الحجاز ، وقيل في اليمن.
ومنها مكان اسمه “أبرق الحنّان” في نجد، وأيضاً هناك مكان اسمه “ملاعب الجن” وهو مكان مجهول، وقيل إن الجن أخفته حتى لا يعرفه أحد!
أما أبرز الألفاظ التي يستخدمها الإنس والجن على حد سواء فهي كلمات مثل:
“الأنام، التابعة، جندل، حسا، الخافي، الحية، الخطرة، زوبعة، شهاب، عبقر، العتريس، عزازيل، الغرور، الفاتن، الفتّان، قوس قزح، قوم، لُبينى – تصغير لبنى-، اللمة، مدرك، مسحَل، منظور، نفر، هادر، الهاتف، الولهان، الهراء، الاقتتال”.
وتزعُم العرب أن الشعر له شيطانان:
“الهوبر،الهوجل”
فإذا انفرد الهوبر بالشاعر جاد شِعره وتحسَّن وصحّ كلامه، وإذا انفرد به الهوجل فسد شِعره وضعف.
والهوبر على وزن “فوعل” اسم منقول وهو في أصل اللغة: القرد الكثير الشعر.
أما الهوجل في اللغة فهو البطيء المتواني الثقيل الأحمق.
وإذا أُعجب الناس بشعرٍ نسبوه إلى الجن، وفي ذلك يقول أبو العلاء المعرّي:
وقد كان أربابُ الفصاحة كُلّما..
رأوا حَسَناً عَدّوهُ من صنعةِ الجن!
في النهاية أقول:
إنني صادقت -ومازلت- اثنين من الجن ليساعداني على الإنتاج والإبداع والكتابة، ولهما اسمان جميلان؛ أما الأول فاسمه :
“أنجد الأبهج” على وزن “أحمد العرفج”، والآخر اسمه :
“بن سمحج” على وزن “بن عرفج”، وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه “الإصابة” أنّ “سمحج” اسم من أسماء الجن.!
أما اسم “الخيتعور” فهو مشتق من الفعل “خَتْعر” وهو فعل يدل على التلوّن والمراوغة والاضمحلال والتلاشي كالسراب؛ وهو من أسماء الجن والشياطين؛ وقد وضعوه وصفاً لحب المرأة المتلوّن وفي ذلك يقول الشاعر:
كلُّ أنثى وإن بدا لك منها..
آيةُ الحب حبُّها خَيْتَعُورُ!
ومن أراد الاستزادة في موضوع علاقة الجن بالعرب فعليه مراجعة كتاب 📕:
“ألفاظ الجن في اللغة العربية” للدكتور الخلوق عبدالرزّاق الصاعدي .. أو التواصل مع الدكتور الصديق صالح الشادي فهذان الباحثان قد كتبا عن الجن كل ما يُغني و يُثري .!
#قاله_العرفج




