معضلة الضمانات الأمنية لأوكرانيا.. روسيا تبحث عن دور صيني

روسيا تسعى إلى إشراك الصين في المفاوضات الجارية بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا ضمن أي اتفاق لإنهاء الحرب.
وفي ظل الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، تظل الضمانات الأمنية واحدة من النقاط الخلافية بين موسكو وكييف، وذلك وفقا لما ذكرته شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية.
وبعد أسبوع حافل باللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى من أجل إنهاء الحرب، لا تزال المناقشات مستمرة حول الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لكييف.
وفي حين يجتمع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال أيام مع المسؤولين الأوكرانيين لبحث الضمانات الأمنية، يسعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إشراك الصين في المفاوضات.
وقال لافروف إن موسكو مهتمة فقط بضمانات “موثوقة حقًا” لأوكرانيا.
ورأى أن تلك الضمانات يجب أن تستند إلى مسودة اتفاق عام 2022 التي ناقشها المفاوضون الأوكرانيون والروس خلال الأيام الأولى للحرب، ولم يُكتب لها النجاح بسبب نقطة خلاف رئيسية بالنسبة لكييف التي اعتبرت أن الخطة منحت موسكو سلطة مفرطة على أمنها.
وكان الاقتراح الروسي آنذاك يمنح أوكرانيا ضمانات أمنية مقدمة من مجموعة من الدول، بما في ذلك الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومن بينها روسيا، وهو الأمر الذي اعتبرت كييف أنه يمنح موسكو حق النقض (الفيتو) على أي محاولات مستقبلية لتقديم مساعدات عسكرية لها.
دور صيني
كما تضم مجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الصين التي واجهت انتقادات دولية لدعمها موسكو خلال الحرب بحسب “فوكس نيوز”.
وقال لافروف في تصريح نقلته وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي”، إن “روسيا توافق على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على قدم المساواة بمشاركة دول مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا”.
ومن غير المرجح أن توافق أوكرانيا على مثل هذه الخطة، ومع ذلك قالت بكين إنها تدعم محادثات سلام “عادلة وموضوعية”.
وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في أمريكا، ليو بينغيو، لـ”فوكس نيوز ديجيتال”، إن “الصين لم تكن سبب الأزمة الأوكرانية، وليست طرفًا فيها.. ومع ذلك، فقد اتخذت الصين منذ البداية موقفًا موضوعيًا وعادلاً، وشجعت على إجراء محادثات سلام”.
وأشار إلى خطة “المبادئ الأربعة” التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي.
وأضاف ليو “الصين مستعدة، في ضوء إرادة الأطراف المعنية، وبالتعاون مع بقية المجتمع الدولي، لمواصلة القيام بدور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة”.
وجاء ذلك في الوقت الذي اتهم فيه لافروف قادة الناتو بـ”محاولات غير أخلاقية لتغيير موقف إدارة ترامب ورئيس الولايات المتحدة شخصيًا” بعد اجتماعهم مع الرئيس الأمريكي الاثنين الماضي في واشنطن.
ولافروف وصف قمة الاثنين بأنها “تصعيد عدواني للوضع” و”خرقاء نوعًا ما”.
وتعليقا على ذلك، قال دبلوماسي أوروبي مشارك في تنسيق الضمانات الأمنية مع الولايات المتحدة لفوكس نيوز إن تعليقات لافروف أثارت رفضا واسعا من واشنطن وحلفاء الناتو، معتبرا أنها مجرد “ضجيج”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز